قال الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن
نصر الله إن موقف حزبه من الصراع في
سورية وتدخله في القتال إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو "موضوع وجود" و"نهائي"، و يأتي في سياق "كبير وإستراتيجي"، معتبرا أن ما أسماه "الفكر التكفيري" في سورية لا يقتصر على تهديد الأقليات بل يطال أيضا الشيعة والسنّة، كما العلويين.
وقال نصرالله، في كلمة خلال حفل تأبين القيادي في "
حزب الله" حسان
اللقيس الذي اغتيل بداية هذا الشهر في ضاحية بيروت الجنوبية، إن "قرار حزب الله من الموضوع في سورية قاطع نهائي حاسم.. وموضوع وجود، ليس لنا فقط إنما أيضا للبنان وسورية ولفلسطين وللقضية الفلسطينية ولكل مشروع المقاومة في المنطقة" حسب قوله.
ورأى نصر الله أن من يجهد نفسه لتشويه صورة حزب الله، يجهد نفسه "دون نتيجة"، لأن لا شيء "يغير موقفنا في موضوع سورية"، مشددا على أن تدخل الحزب "سياقه كبير وإستراتيجي". وكرر بأن "موضوع سورية في نظرنا معركة وجود، وليس معركة امتيازات". وأضاف: "قرارنا نهائي، حاسم، قاطع، ولا يقدم فيه شيء ولا يؤخر فيه شيء".
وقال إن "الاتجاه التكفيري" في سورية ليس تهديدا للأقليات فقط إنما "هو تهديد لكل من هو ليس معه.. ويشكل تهديدا للبنان ولسورية وهو تهديد للسنّة والشيعة والعلويين" .
وكان حزب الله قد أعلن عن انخراطه في القتال الى جانب قوات النظام السوري بشكل علني في بداية هذا العام، بحجة حماية المقدسات الشيعية هناك وحماية ظهر "المقاومة" من "الجماعات التكفيرية" في سورية. لكن المعارضة السورية تقول إن الحزب ومن خلفه إيران منخرطان في القتال لجانب الأسد منذ بداية الثورة السورية. وقتل العديد من مقاتلي الحزب، بينهما قياديون، في المعارك الدائرة في أكثر من منطقة في سورية.
وصعّدت مشاركة الحزب في القتال في سورية من التوتر السياسي في لبنان المنقسم بين موالين للنظام السوري ومتعاطفين مع المعارضة، والذي شهد أعمال عنف واشتباكات مسلحة وتفجيرات على خلفية النزاع في سورية.
واتهم نصر الله في كلمته؛ "
إسرائيل" بالوقوف وراء عملية اغتيال القيادي في الحزب حسن اللقيس، واعتبر أن عملية الاغتيال هذه تأتي ردا على انتصارات المقاومة السابقة وهي محاولة لضرب جهوزيّتها، متوعدا "القتلة" بالعقاب عاجلا أم آجلا.
واغتيل اللقيس بإطلاق رصاص من مسلحين مجهولين في مرآب المبنى الذي يقطنه في الضاحية الجنوبية في بيروت، صباح 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأشار نصر الله الى أن الحزب يعيش واقع الاغتيالات "منذ فترة طويلة، وأسميها حالة دفع الثمن وعلينا جميعا أن نعرف أننا في هذه الوضعية منذ سنوات طويلة، وسنبقى على هذه الحال حتى يتم حسم هذه المعركة ونحن ندفع ثمن انتصاراتنا السابقة على العدو الإسرائيلي".
واعتبر أن "اغتيال اللقيس ليس حادثة عابرة ونحن في حساب مفتوح مع إسرائيل"، مضيفا: "القتلة سيعاقبون عاجلا أم أجلا.. ولن يأمنوا في أي مكان في العالم، ودماء الشهداء لن تذهب هدرا".
واضاف عبر شاشة عملاقة أمام الآلاف من مناصريه: "ثمة حساب قديم وجديد (...) القتلة سيعاقبون إن عاجلا أم آجلا، ودماء شهدائنا كبيرهم أو صغيرهم لن تذهب هدرا في يوم من الأيام"، مؤكدا أن "الذين قتلوا إخواننا لن يأمنوا في أي مكان من العالم والقصاص آت".
وتابع: "دماؤه لن تذهب هدرا (...) يأتي الزمان الذي نحدده نحن"، محذرا من أنه "إذا الإسرائيلي يظن ان حزب الله مشغول (بالمشاركة في المعارك داخل سورية) أو في لبنان (..) أنا اليوم أقول لهم أنتم مخطئون".
وتابع: "نحن ندفع ثمن انتصارنا التاريخي على العدو الإسرائيلي حيث أن هذا العدو في العام 2000 خرج مهزوما مدحورا والبعض في هذا العالم يريد أن يكون هذا التاريخ منسيا"، مشيرا إلى انسحاب "إسرائيل" من جنوب لبنان في أيار/ مايو عام 2000 بعد احتلال دام 22 سنة.
وكشف نصر الله أن اللقيس كان صديقا وأخا له ووصفه بـ"أحد العقول المميزة واللامعة في هذه المقاومة"، مؤكدا في الوقت نفسه انه كان على صلة بـ"شؤون الجهوزية والاستعداد والتطوير".
وقال نصر الله إن اللقيس تعرض لعدة محاولات اغتيال فاشلة. ولفت الى أن التحقيق في اغتيال اللقيس مستمر، لكن "كل الدلائل تشير إلى العدو الإسرائيلي".
واغتيال اللقيس هو الاول يستهدف قادة حزب الله منذ شباط/ فبراير 2008، حينما قتل أبرز قادته العسكريين عماد مغنية بتفجير سيارة في دمشق. واتهم الحزب ذو الترسانة العسكرية الضخمة، "إسرائيل" في حينه بالوقوف خلف الاغتيال.
وعن الوضع الداخلي في لبنان، حذر نصر الله من "خطر جديد.. وهو يتطلب الصبر والتأمل وأن لا نماشي بالتفجير ممن يريد الوصول إلى التفجير في هذه الظروف التي يمر بها البلد".
ودعا إلى العمل على حماية المؤسسة العسكرية، بعد تعرض حواجز للجيش اللبناني إلى الهجوم من قبل مسلحين الأسبوع الماضي في مدينة صيدا في جنوب لبنان، قائلا: إن "الجيش هو خشبة الخلاص لهذا الوطن".