قال
ولي العهد الإماراتي محمد
بن زايد، إنه لو عقدت انتخابات في دبي "غدا" فسيفوز فيها الإخوان المسلمون.
كان هذا رد فعل بن زايد على فوز حركة حماس الكاسح في الانتخابات التشريعية، التي جرت في الضفة الغربية وغزة عام 2006.
وأضاف بن زايد: "فوز حماس في غزة درس للغرب". ودعا إلى آلية لاقتلاع الإخوان بطريقة لا يمكنهم معها العودة إلى الحياة العامة، وذلك من خلال إصلاح التعليم.
جاء ذلك في واحدة من وثائق "
ويكيليكس" رقمها هو (06ABUDHABI1724_a)، ورابطها هو https://www.wikileaks.org/plusd/cables/06ABUDHABI1724_a.html
وهي مؤرخة بـ (22 نيسان/ إبريل 2006).
تتناول الوثيقة نقاشا دار بين الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، وبين مساعدة وزير الأمن الداخلي لشؤون مكافحة الإرهاب الأمريكية، فرانسيس فراغو تاونسد.
ولاحظت المسؤولة الأمريكية قلق المسؤول الإماراتي من تصاعد تأثير الإخوان المسلمين في ذلك الوقت، إضافة لقلقه على البنية التحتية للنفط في الدولة الخليجية.
وناقشا أيضا ضرورة التحقيق في حالات المشتبه بهم بارتكاب عمليات إرهابية بشكل كامل، وعدم ترحيلهم بسرعة.
وجاء قلق المسؤول الإماراتي مباشرة بعد انتصار "حماس" الكاسح في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006. وقال الشيخ محمد بن زايد معبرا عن ذلك القلق، إنه "لو أجريت انتخابات في دبي غدا، فيُعتقد أن الإخوان سيفوزون بها".
وعقد الاجتماع في مطعم محلي، وحضره عبدالله بن زايد، ومدير الاستخبارات العسكرية اللواء عيسى المزروعي، ومدير الشؤون الدولية في مكتب ولي العهد، يوسف العتيبة.
أمّا تاونسد فقد رافقها ميشيل تايلور، أحد المسؤولين البارزين في الاستخبارات الأمريكية.
وقال المسؤول الإماراتي، إن حكومة بلاده شعرت بأن الإخوان المسلمين احتشدوا لدعم "حماس بعد الانتخابات"، وقال إن انتصار "حماس" يجب أن يكون درسا للغرب.
وأضاف: "يطالبوننا بالانفتاح وإجراء انتخابات، ولكن لو أننا أجرينا انتخابات غدا في دبي فسيفوز الإخوان". وهو ما وافق عليه العتيبة، مشيرا إلى أن الإخوان "منظمون بشكل جيد"، ولذا فإنه "يجب علينا أخذ الوقت (كي) نحقق الديمقراطية، حتى لا نحصل على ديمقراطية مثل (التي جاء بها) الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد".
وعبّر المسؤول الإماراتي عن موقفه بالقول: "يجب البحث عن طرق لإخراجهم (الإخوان) بحيث لا يستطيعون معها العودة مرة أخرى". ويرى أن الطريق الأسلم لتحقيق هذا الهدف هو إصلاح التعليم الذي اخترقه الإخوان المسلمون منذ ستينيات القرن الماضي.
وأشار إلى برنامج عن تاريخ الإخوان وعلاقتهم بالتطرف، عرض في وقت سابق من الليل على "قناة العربية".
وتبادل الشقيقان، ولي العهد ووزير الخارجية حديثا مثيرا للاهتمام، حيث سأل محمد عن السبب الداعي لعرض البرنامج، وهو تأكيد أن مشكلة الإرهاب في السعودية ليست محلية، ولكنها جاءت نتاجا لصراع الناصرية مع الإخوان. وابتسم عبدالله حيث قال، إنه يترك الأمر لأخيه كي يدير العلاقات مع السعودية.