قال محمد المرياتي، كبير المستشارين في العلوم والتكنولوجيا بالأمم المتحدة، إن "تعريب العلوم كان أفضل مادة في
دستور 2012 في
مصر".
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها المرياتي، عقب محاضرة ألقاها في المنتدى العربي الأول للبحث العلمي والتنمية المستدامة، الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إحدى المنظمات المنبثقة عن الجامعة العربية، في تونس.
ووصف المرياتي احتواء دستور 2012 على مادة تنص على "عمل الدولة علي تعريب التعليم والعلوم"، بـ"الأمر الإيجابي جدا"، والذي كان يتعين الحفاظ عليه في مشروع الدستور غير انه تم حذف المادة في الدستور المزمع الاستفتاء عليه يومي 14 و15 من الشهر المقبل.
ومضى قائلا إن "الاعتقاد السائد بأن تعريب العلوم ضد التطور والتقدم خاطئ تماما، لأن كوريا الجنوبية تدرس العلوم بلغتها الوطنية، ورغم ذلك تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث نصيب الفرد من براءات الاختراع، وزاد خلال الثلاث عقود الماضية في كوريا الجنوبية نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من ألفي دولار إلى 22 ألف دولار سنويا".
وتابع المرياتي: "أنا لا أتحيز للغة العربية من منطلق سياسي ولا ديني ولا قومي، ولكن من منطلق نفعي اقتصادي، فاللغة مثل النقود".
وأضاف: "إذا كان النقد هو الوسيلة لتبادل السلع والخدمات، فإن السلع غير المادية، مثل العلم والتكنولوجيا والمعرفة، وسيلة تبادلها هي اللغة ".
ورأى أن "العالم العربي لديه مشكلة كبيرة في هذا الإطار، وهي أنه في ظل اعتماد الإنجليزية كلغة العلوم، وليس اللغة الوطنية، تصبح هناك فئة، وهي النخبة، تحتكر المعرفة، ولا تنقلها إلى من هم أقل".
وبتشبيه بسيط واصل المرياتي توضيح فكرته قائلا: "هل تسطيع الرأس أن تعيش بعيدا عن الجسد ؟!".
وأستطرد بقوله: "الإجابة المنطقية على السؤال هي لا، ولكن هذا هو الواقع في العالم العربي، فالرأس، وهي المعرفة، تحتكرها فئة قليلة، وهي النخبة، من مهندسين وباحثين، والتي تجيد الإنجليزية، بينما جسم المجتمع من الفنيين والحرفيين، ومن هم أقل، لا تنتقل إليهم هذه المعرفة لعدم إجادة اللغة الإنجليزية".
ورغم تأكيده على أهمية تعريب العلوم، معتبرا أن ذلك من أهم أهم مزايا الدستور المصري في عام 2012، إلا أنه طالب بالاهتمام بتدريس اللغة الإنجليزية.