في أيام الشتاء تتسابق أيادي عشاق "الأكلة الدسمة" في الوصول إلى إناء الطبخ، حيث تتصدر مائدة الطعام صاحبة المكانة الكبيرة، وهي الـ"كرشات".
و"الكرشة" نوع من أحشاء الذبيحة، وتعتبر جزءاً من معدة حيوانات المزارع المختلفة، ولتجهيز هذه الوجبة اللذيذة يتوجب لتحضيرها الدخول في كفاح طويل لتنظيفها وغليها، بحيث تظهر بالشكل الشهير، كما في الأكشاك ومحلات الجزارين.
ولدسامة الـ"كرشة" واحتوائها على الدهون، يُنظر إليها على نطاق واسع أنها تحتوي على كمية دهون عالية، لكن استشاري التغذية في المستشفى الإسلامي بالأردن إبراهيم الزق يطمئن عشاق "الكرشة"، ويقول لـ "عربي 21" إن " المادة الدهنية في الكرشة قليلة، ومعظم كميات الدهن تزول أثناء تنظيفها".
ولكن ربات البيوت يعتقدن أن "الكرشة" أكلة ثقيلة ودسمة، هذا ما يتفق معه الشيف فرج الخطيب، ويضيف لـ "عربي 21" أن "إقبال الناس على هذه الأكلة في فصل الشتاء يعود إلى كمية السعرات الحرارية والدهن فيها، بالإضافة إلى نسبة الزيوت التي تساعد على تدفئة الجسم".
ويلفت الخطيب إلى أهمية "الكرشة" بالنسبة للمطاعم، حيث يتفاخر أصحابها وخصوصا الشاميين بإعداد "القبوات"، كما تعرف باللهجة الشامية.
وتتنوع طرائق طبخ "الكرشة" من بلد إلى آخر، فتطبخ
الكرشات في الأردن ومصر مع صلصة الطماطم وتسمى حساء الكوارع، ويتفنن الليبيون باعداد طبقهم التقليدي حساء الفاصوليا بالكرشة، أما في
تركيا فتسمى (تيزلاما)، وهي مزيج روماني وتركي.
يذكر أن معمل (ويدسون تينايت) في أتلانتا وجورجيا، اكتشف في تحليل لعينة من الكرشة، وجود بكتيريا حمض اللاكتيك، والمعروفة ببكتيريا (الأسيدوفيلس)، وهي أحد أنواع البكتيريا المعوية المفيدة.
ويبين المعمل في تحليله للعينة أن نسبة الكالسيوم في الكرشة تبلغ 1:1، حيث تعد درجة الحموضة العامة بالنسبة للجانب الحمضي أفضل للهضم، أما نسبة البروتين فتصل إلى 15.1، والدهون 11.7، مع وجود الأحماض الدهنية الأساسية في نسبها الموصى بها.