رجال الأعمال يدرسون مغادرة "إسرائيل"

كشف الصحافي الإسرائيلي البارز بن كسبيت النقاب عن أن رجال أعمال إسرائيليين كبار يدرسون نقل أعمالهم إلى خارج "إسرائيل" خشية التداعيات المحتملة لجمود المفاوضات وتواصل الصراع مع الفلسطينيين. 

وفي تقرير نشره صباح اليوم الخميس في موقع " يسرائيل بلاس "، نوه كسبيت إلى أن الحديث يدور عن رجال أعمال يملكون مصانع كبيرة ويديرون أنشطة اقتصادية في أرجاء العالم، مشيراً إلى رجال الأعمال هؤلاء باتوا قلقين على مستقبل المشروع الصهيوني، ومستقبل الاقتصاد الإسرائيلي، بسبب قرارات المقاطعة التي صدرت في أوروبا والولايات المتحدة. 

وأشار كسبيت إلى أن رجال الأعمال ونخب في اليسار والوسط الإسرائيلي باتت ترحب بحذر بمبادرة أوروبية وأمريكية لفرض مقاطعة على إسرائيل " لإنقاذها من شرور سياساتها " وإجبار حكومتها على إبداء مرونة تفضي إلى إنهاء الصراع الحالي.

وحمل كسبيت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع لقبوله أن يكون " إمعة " في أيدي المستوطنين واللوبي الذي يدعمهم في الحكومة. 

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة " معاريف " في عددها الصادر اليوم الخميس أن نتنياهو قرر الإعلان عن مشاريع بناء واسعة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، مطلع الأسبوع القادم، رغم اعتراض الإدارة الأمريكية على ذلك. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر في ديوان نتيناهو قولها أن القرار سيتم الإعلان عنه بالتزامن مع الإعلان عن الإفراج عن 26 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال، وفق ما تم التوافق عليه بين كل من السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية وإسرائيل. 

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين حذروا إسرائيل من مغبة الإعلان عن عطاءات جديدة للبناء في الضفة الغربية، خشية أن يؤدي الأمر إلى تفجير المفاوضات وتقليص قدرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على إقناع السلطة الفلسطينية بالتوفيق على اتفاق الإطار، الذي تعهد بانجازه حتى يناير المقبل.

 وأوضحت معاريف إن الإعلان عن مشاريع البناء الواسعة في المستوطنات بالتزامن مع الإعلان عن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين يهدف إلى تقليص معارضة الأحزاب والحركات اليمينية المشاركة في الائتلاف والتي هددت بإحباط الإفراج عن الأسرى. 

وفي سياق متصل أعلن تجمع المستوطنات اليهودية في منطقة " غور الأردن " أنه سيدشن هيئة لـ " النضال " ضد مقترحات كيري الأخيرة والتي تنص على منح الفلسطينيين مكانة قانونية في إدارة المنطقة التي تشكل 27% من الضفة الغربية. 

وقال دفيد إليحياني، رئيس مجلس المستوطنات في الغور أن المستوطنين سيشنون حملة دعائية للتحذير من خطورة الاستجابة للمقترحات الأمريكية، مشدداً على أن استمرار احتفاظ إسرائيل بالغور يمثل " مصلحة إستراتيجية وأمنية إسرائيلية من الطراز الأول ".
 
ونقلت موقع " عروتس شيفع "، التابع للمستوطنين، صباح الخميس عن إلحياني قوله أن أي تسوية تتضمن تنازل في مواصلة الاحتفاظ بغور الأردن سيسقط في أي استفتاء يجرى عليها.

من ناحيته اتهم زلمان شوفال السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن قيادة السلطة الفلسطينية بعدم الرغبة في تحقيق التسوية من خلال رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. 

وفي مقال نشرته صحيفة " يسرائيل هيوم " في عددها الصادر الخميس، حذر شالوم المقرب من نتيناهو، من أن عدم الاعتراف الفلسطيني بيهودية إسرائيل يعني رفض مجرد وجود إسرائيل كدولة. 

وزعم شوفال أن عدم استعداد الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية "  يرجع بشكل أساسي إلى حقيقة أن المسملين – وضمنهم الفلسطينيين – يرفضون اعتبار اليهود شعب أو أمة، بل مجرد أتباع دين لا يجوز منحهم دولة ". 

واضاف شوفال أن الفلسطينيين يعترفون بإسرائيل كأمر واقع لأنها دولة قوية وبسبب وجود الولايات المتحدة خلفها كحليف، منوهاً إلى أنه في حال تغيرت هذه المعطيات فأن الفلسطينيين سيتعاملون مع إسرائيل ككيان غير شرعي.