ألقى رئيس الوزراء
اللبناني السابق رفيق
الحريري بمسؤولية
اغتيال الوزير السابق
محمد شطح الجمعة على الذين قتلوا والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005.
ويبدو أن الحريري يشير إلى
حزب الله الذي وجه تحقيق دولي الاتهام لعدد من عناصره بالمسؤولية عن اغتيال رفيق الحريري.
كما اتهمت قوى 14 آذار النظام السوري وحليفه حزب الله باغتيال شطح، الذي ينتمي إليها.
وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في بيان نعي تلاه بعد اجتماع لقيادات في قوى 14 آذار في منزل سعد الحريري: "القاتل هو نفسه الذي يوغل في الدم السوري واللبناني.. القاتل هو نفسه، من بيروت الى طرابلس الى صيدا الى كل لبنان.. القاتل هو نفسه، هو وحلفاؤه اللبنانيون من درعا الى حلب، الى دمشق، الى كل سورية".
وأضاف: "القاتل نفسه، يستهدف أبطال لبنان منذ تشرين الأول/ اكتوبر 2004 الى اليوم وقبل اسبوعين من انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.. قتلوا محمد شطح".
ويشير البيان بذلك الى النظام السوري الذي تتهمه قوى 14 آذار بتنفيذ سلسلة عمليات اغتيال غالبيتها بواسطة عمليات تفجير استهدفت شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية مناهضة للنظام السوري منذ نهاية 2004، أبرزها رفيق الحريري، رئيس الحكومة السابق ووالد سعد الحريري. كما يقصد حزب الله، الحليف اللبناني للنظام السوري الذي يقاتل الى جانب قوات بشار الأسد في سورية.
وكان سعد الحريري قد كتب على صفحته على الفيسبوك بعد ساعات قليلة من تفجير صباح الجمعة استهدف الوزير شطح، المقرب من الحريري: "إنها رسالة إرهابية جديدة لنا، نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى 14 آذار".
وأضاف: "إرهابيون وقتلة ومجرمون يتوسلون التفجير والسيارات المفخخة وكل أدوات الحقد والكراهية لاصطياد أحرار لبنان واحدا تلو الآخر.. إرهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا أمام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا، كما قتلوا رفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال، وها هم قد نالوا هذا الصباح من رفيق دربنا وشريكنا في الإرادة الصلبة والكلمة الطيبة ومسيرة الدفاع عن لبنان والدولة القرار الوطني المستقل الأخ الدكتور محمد شطح".
ويعتبر محمد شطح من اكبر مستشاري الحريري وهو من السياسيين الناشطين والبارزين في قوى 14 آذار المناهضة للنظام السوري.
ورأى سعد الحريري أن أسماهم "الموقعين على الرسالة"، في إشارة المسؤولين عن الانفجار الذي استهدف شطح، "لا يخفون بصماتهم. ولن يتوقفوا عن سلوك طريق الأجرام والإصرار على جر لبنان الى هاوية الفتنة، طالما هناك في لبنان من يغطي هذه الجرائم ويطالب بدفن الرؤوس في الرمال، ويبرر انتشار السلاح وقيام التنظيمات المسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها".
وتابع: "الذين اغتالوا محمد شطح هم الذين اغتالوا رفيق الحريري، والذين يريدون اغتيال لبنان وتمريغ أنف الدولة بالذل والضعف والفراغ.. المتهمون بالنسبة لنا، وحتى إشعار آخر، هم أنفسهم الذين يتهربون من وجه العدالة الدولية، ويرفضون المثول امام المحكمة الدولية، إنهم أنفسهم الذين يفتحون نوافذ الشر والفوضى على لبنان واللبنانيين، ويستدرجون الحرائق الإقليمية الى البيت الوطني".
وسعد الحريري موجود خارج البلاد منذ حوالي سنتين ونصف السنة بسبب "تهديدات امنية" على حياته، بحسب ما يقول مقربون منه.
ومنذ اغتيال رفيق الحريري قتل عدد من السياسيين والنواب في قوى 14 آذار المتحالفة مع الحريري والمناهضة للنظام السوري وحزب الله، كما قتل مسؤول أمني كبير هو العميد وسام الحسن مدير فرع المعلومات في قوى الأمن اللبناني، المقرب من الحريري، والذي يعود إليه الفضل في كشف كثير من المعلومات المتعلق باغتيال رفيق الحريري ثم "المؤامرة" التي اتهم بها الوزير السابق ميشال سماحة، الموالي للنظام السوري. واتهم ميشال سماحة المعتقل حاليا بأنه يخطط لاغتيال شخصيات وقيادات دينية مسيحية في مناطق سنية لإثارة البلبلة والفتنة في لبنان.
وكان الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري قد وجهت الاتهام لعدد من عناصر حزب الله في الجريمة، وينتظر أن تستأنف محاكمتهم الشهر القادم غيابيا بسبب عدم قيام السلطات اللبنانية بالقبض على أي منهم رغم مذكرات التوقيف الدولية.