نشرت صفحات داعمة لجماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الإجتماعي قائمة بأسماء وبيانات ضباط شرطة؛ قالت إنهم أعضاء في غرفة عمليات وزارة الداخلية التي أشرفت على فض اعتصاميّ
رابعة العدوية ونهضة مصر في الرابع عشر من آب/ أغسطس الماضي.
وشملت القائمة التي نشرتها صفحات مثل "رابعة تنتصر" و"أنت عيل إخوانجي" و"هنا رابعة" الأسماء الكاملة لاثنين وعشرين ضابطا يحملون رتبا مختلفة، متضمنة عناوينهم وأرقام هواتفهم، وشددت على أن تلك البيانات "مؤكدة وصحيحة" وتم الحصول عليها من مصادر موثوقة.
ودعت بعض الصفحات رافضي الانقلاب إلى الاستعداد "للانتقام" من هؤلاء الضباط والقصاص لذويهم، وطالبت بمحاصرة مساكنهم بهدف "بث الذعر فى نفوسهم".
وتداول رافضو الانقلاب أسماء الضباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي واصفين إياهم بأوصاف مثل "الإرهابيين قتلة الثوار" و"مرتزقة الانقلاب" و"قائمة عار مصر".
ودعت صفحة "واحد منا" بوضع خطة محكمة للانتقام من الضباط، حتى يكونوا عبرة لغيرهم من رجال وزارة الداخلية، لإجبارهم على التوقف عن المجازر التى يرتكبونها".
وبينما اكتفى بعض المعلقين بالدعاء على الضباط المذكورة أسماؤهم، طالب آخرون بالقصاص الفوري منهم قائلين: "القانون انتهى في البلد وحقنا هناخده بإيدينا" و"من قتل يقتل" و"عقوبتهم شرعا القتل والصلب"، "مش هاندوقهم النوم لا ليل ولا نهار".
وفي المقابل، ظهرت تعليقات لمعارضي الإخوان، تعتبر نشر البيانات تحريضا على "اغتيال الضباط وتنفيذ "عمليات إرهابية" قائلين: "هتفضلوا طول عمركم إرهابيين.. الإرهاب في دمكم".
استهداف المقار الأمنية
وهددت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم "كتائب الذئاب المنفردة" باستهداف المؤسسات العسكرية والمقار الأمنية خلال أيام قليلة، وطالبت المصريين بالابتعاد عن المواقع التابعة لوزارة الداخلية مثل مديريات الأمن وأقسام الشرطة.
وقال بيان منسوب لتلك الجماعة، نشرته مواقع جهادية: "عزمنا بحول الله وقوته على قتال المرتدين، حتى نثأر لأعراضنا، ونظهر دين الله أو نهلك دونه"، مضيفا: "لا يخالفنا أحد في حقنا في الدفاع الذي أقره القرآن والسنة وقوانين المجتمع الدولي الكافرة".
وتابع البيان: "ما عاد يخفى على أحد ما يقوم به الطواغيت "مرتدو" الجيش والشرطة والبلطجية من عمليات قتل ممنهجة للمسلمين، وانتهاك أعراض الحرائر والعبث بكرامتهن، وبفضل الله وبسبب غبائكم تحول كثير من منتهجي السلمية إلى الكفر بها، ونقول للمسلمين اليوم يومكم يا أهل الحرب، قوموا قومة رجل واحد، لنصرة دينكم وإنتقامكم لإخوانكم".
واختتم البيان بالقول: "نقول للمرتدين وأعوانهم من الكفرة والمشركين لنقتلن منكم كل رأس، ولنجتثن منكم الأساس، ولنقطعن منكم كل رقبة وغراس، جزاء وفاقا على ما قدمتموه من حرب لدين الله ورسوله وأوليائه الصالحين، ونبشركم بأيام سود حبلى".
معنويات رجال الشرطة سيئة
من جانبها ربطت صحيفة "الوطن" المصرية بين نشر تلك القائمة وبين ما قالت إنه تهديدات من بعض نشطاء الإخوان مثل "عمرو فراج" مدير شبكة رصد بأن تشهد الأيام المقبلة "اغتيالات" لشخصيات منتمية لنظام الانقلاب.
كان فراج قد كتب على صفحته على فيس بوك "انتهينا من مرحلة البلطجية، والآن نحن في مرحلة التفجيرات، وقريبا تبدأ مرحلة الاغتيالات"، وهو ما فسرته "الوطن" - المقربة من الحكومة الحالية - بأنه تهديد باغتيال شخصيات في السلطة الحاكمة والداعمين لها، ما دفع مؤسس رصد إلى تكذيهم وتوضيح أن كل تلك الأفعال يقوم بها الانقلابيون وليس مؤيدو الشرعية.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد قالت في تقرير نشرته منذ عدة أيام إنه بالرغم من استخدام الأمن "للقوة المميتة" مع المعارضين، إلا أن هذا لم ينه الاضطرابات السياسية في البلاد بعد ستة أشهر من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن معنويات رجال الشرطة تأثرت كثيرا في الفترة الأخيرة، مضيفة أن الضغوط الجديدة على الشرطة تسلط الضوء على "سمعتها السيئة" المرتبطة بالفساد والتعذيب، في بلد قامت فيه ثورة منذ ثلاثة أعوام فقط بسبب تلك الممارسات القمعية.
ونقلت عن ضباط شرطة قولهم إن تزايد أعداد القتلى جراء الاستخدام المفرط للقوة جعل حتى أقارب الضباط يلومون الحكومة المدعومة من الجيش، ويتهمونها بالزج بأبنائهم فى معاركهم السياسية الخاصة.