كشفت شخصيات وطنية ودينية
فلسطينية، النقاب عن مخطط استيطاني جديد يستعد الكيان
الإسرائيلي للشروع بتنفيذه على أراضي
جبل الزيتون شرق أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس، وفق ما ذكرته وكالة "قدس برس" الإخبارية.
وحذّرت الشخصيات خلال مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء 1/1/2014 في مدينة القدس تحت عنوان "جبل الزيتون وخطر
التهويد"، من التفاف الاحتلال على المشروع وترويجه على أنه مشروع سياحي وبالتالي مشاركة رجال أعمال فلسطينيين في هذا المشروع التهودي باسم السياحة والاستثمار والتنمية.
وطالب المؤتمرون، السلطة الفلسطينية بتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذه المشاريع الاستيطانية عن طريق الإعلان عن مشاريع مضادّة من أجل دعم صمود الفلسطينيين بالمقدس.
وأوضح رئيس "الهيئة الإسلامية العليا" وخطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، أن الحديث يدور حول مخطط استيطاني يُقصد منه الاستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من أراضي أهالي مدينة القدس بزعم أنه لأغراض السياحة، وبالتالي حصار الأقصى، وتغيير طابع المدينة والاستيلاء على أراضيها بالكامل.
وقال صبري إن "من مهامنا الكشف عن هذا المخطط وبيان خطورته، ولفت نظر المسؤولين وأصحاب القرار في السلطة الفلسطينية والعالم العربي والإسلامي لخطورته، ومطالبة أصحاب الأراضي باستثمار أراضيهم وعدم تركها خالية".
ومن جانبه، لفت نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، كمال الخطيب، النظر إلى خطورة هذا المشروع التهويدي الذي يستهدف 27 دونماً من أراضي المقدسيين ذات الملكية الخاصة، مشيراً إلى أن أحد سفوح الغربية لجبل الزيتون تطل على المسجد الأقصى، وأن هذه المساحة من الأرض باتت مستهدفة من الاحتلال عبر مشاريع عدّة في ظاهرها تحمل طابعاً سياحياً غير أنها حقيقة مشاريع تهويدية من الدرجة الأولى.
وأضاف الخطيب أن "المخطط المراد تنفيذه في جبل الزيتون هو جزء من المخطط الذي تم الكشف عنه في عام 2007 وهو مخطط يُعرف بـ"أورشليم أولا"، واليوم بعد 7 سنوات من إطلاق المشروع تتقدم مؤسسة الكيان الإسرائيلي وقد نفّذت جزءاً منه في سلوان وساحة البراق ومواقع أخرى من القدس، والآن جاء الدور على جبل الزيتون"، على حد قوله.
وحذّر الخطيب، الفلسطينيين في القدس من الانجرار وراء الدعاية الإسرائيلية التي تزعم بأن هذا المشروع سيوفّر "رخاء اقتصاديا"، مؤكداً أنه يهدف لـ "سلخ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية القريبة من المسجد الأقصى، لتكون تحت سيادة الاحتلال وبلديته".
وذكرت وكالة "معا" الإخبارية أن الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اعتبرت الخميس المخطط الاستيطاني الجديد "مشروع قرية تراثية" على أراضي جبل الزيتون شرق أسوار القدس القديمة، هو بمثابة "إصرار وإمعان إسرائيلي على تهويد كل جزء من المدينة المقدسة، وجعلها مدينة يهودية تنطق باليهودية بكل جزء من أجزائها".
وشدد الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى على أن الكيان الإسرائيلي يضع مخططا كبيرا ومتكاملا لتهويد كل حجر ومعلم عربي إسلامي ومسيحي في المدينة المقدسة، مشيراً إلى أن الاحتلال يمارس تطرفاً غير مسبوق، غير آبه بالقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ويسابق الزمن من أجل فرض أمر واقع، وهو ما يثبته بمخططه الأخير لإقامة "قرية تراثية"، على جبل الزيتون شرق القدس القديمة.
منع رفع الأذان 49 وقتا في "الإبراهيمي"
وفي سياق ذي صلة، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان في
الحرم الإبراهيمي الشريف (49) وقتا للصلاة، خلال الشهر المنصرم كانون الأول/ ديسمبر 2013، وذلك بحجة "إزعاج المستوطنين المتواجدين في القسم المحتل من الحرم الإبراهيمي الشريف"، وفق ما ذكرته وكالة "وفا" الفلسطينية.
واستنكر مدير أوقاف الخليل الشيخ زيد الجعبري، هذه الإجراءات التعسفية التي تطال بيوت العبادة، واعتبرها "تعديا على الديانات السماوية، وحرية العبادة، التي كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية".