قال المتحدث باسم الجيش الشعبي في
جنوب السودان العقيد
فليب أقوير، صباح الثلاثاء: "إن وزارة الدفاع وجهت الجيش الشعبي بوقف إطلاق النار مع قوات
ديفيد ياوياو، أحد أجنحة المتمردين".
وأضاف أقوير، في تصريحات هاتفية، أن "هذه الخطوة تأتي بعد سلسلة من اتصالات أجرتها الحكومة مع ديفيد ياوياو لمدة ثلاثة أشهر، عبر رجال الدين بقيادة المطران باريدي تعبان، مطران الكنيسة الكاثوليكية المتقاعد".
وأصدر وزير الدفاع وشؤون قدامى المحاربين بجنوب السودان كوال منيانق جووك بياناً، مساء الاثنين، عبر الإذاعة الرسمية للدولة، أعلن فيه عن وقف إطلاق النار مع قوات المتمردين، بقيادة ديفيد ياوياو اعتباراً من 6 يناير/ كانون أول 2014.
وأشار المتحدث باسم الجيش فليب أقوير إلى أن "إعلان وقف إطلاق النار من قبل السلطات في وزارة الدفاع، يأتي بعد بوادر حسن النية التي أظهرها ياوياو للتعاون مع قوات الجيش الشعبي في منطقة ليكوانقلي بجونقلي".
وأعرب أقوير عن "التزام الجيش الشعبي بإعلان وقف إطلاق النار، لتسهيل تقديم الخدمات الإنسانية للمواطنين، في مقاطعة بيبور شرقي جونقلي"، مضيفا "تتوقع وزارة الدفاع أن يرد ديفيد ياوياو بالمثل" .
وكان ديفيد ياياو، المنتمي لقبيلة المورلي المقيمة شرقي ولاية جونقلي المضطربة، قد أعلن تمرده ضد سلطات جنوب السودان في أبريل/ نيسان من العام 2010، بعد أن خسر الانتخابات المحلية في الولاية، متهما الحكومة بتزوير نتيجة العملية.
وأعلن رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ميادريت العام الماضي عفوا عن المجموعات التي حملت السلاح ضد الحكومة، لكن ديفيد ياياو لم يستجب للعفو الرئاسي، ولم تنضم مجموعة ياياو إلى التمرد الذي قاده ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان السابق، منذ منتصف ديسمبر/ كانون أول من العام الماضي.
وحول التطورات الميدانية في مدينة بور وبانتيو، قال أقوير إن قوات الجيش الشعبي تواصل زحفها إلى مدينة بور، مشيراً إلى أن الجيش الشعبي يبعد عن المدينة مسافة ثمانية أميال، مؤكداً قدرة الجيش على استرداد بور في الأيام القليلة القادمة.
وأشار المتحدث باسم الجيش، إلى زحف قوات الجيش الشعبي من منطقة "تور أبيض" نحو مدينة بانتيو لاستعادتها.
وكشف عن استيلاء الجيش الشعبي على مدرعة عسكرية في منطقة ميوم، بعد مواجهات عسكرية بين الجيش وقوات متمردين الموالية لريك مشار.
وقال أقوير إن "المتمردين شرعوا في عملية تدمير الجسور الرابطة بين منطقة ميوم وبانتيو، لمنع الجيش الشعبي من التقدم نحو عاصمة ولاية الوحدة بانتيو".
وأشار العقيد فليب أقوير إلى مقتل قائد العمليات في بور اللواء إبراهام جونقرور دينق.
وقال: "إن الجيش الشعبي ظل يقدم تضحيات، ومازال يقدم منذ تأسيسه في العام 1983 من أجل جنوب السودان، واصفا اللواء جونقرور بـ"البطل الذي حارب الاستعمار والظلم".
وأضاف أنه وهب حياته لتحرير جنوب السودان، وأن موته يعني التزامه بمباديء الثورة، حسب تعبيره.
وتدور في جنوب السودان، منذ منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي، مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين آخرين لها تابعين لريك مشار، وذلك على خلفية اندلاع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، ثم امتد في أنحاء أخرى في البلاد، بعدما اتهم رئيس جنوب السودان ،نائبه السابق بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه، وأعقب ذلك قيام حكومة سلفاكير باعتقال عدد من الشخصيات التي قالت إنها "متورطة في عملية الانقلاب".
ولم تتمكن مفاوضات السلام المنعقدة، في أديس أبابا منذ الأسبوع الماضي، بمشاركة طرفي النزاع، دون اللقاء المباشر بينهما من التوصل حتى اليوم، إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة في الدولة الفتية.