قالت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن البرنامج حث الحكومة السورية على زيادة إمكانية الوصول للسكان المحاصرين في دمشق وحلب وأضافت أن تصاعد القتال في الشرق زاد صعوبة الوصول إلى مناطق هناك.
وأضافت مديرة البرنامج أرثارين كازين أن البرنامج يهدف إلى زيادة العدد الذي يسعى لمساعدته من سكان
سوريا إلى نحو 4.9 مليون نسمة في عام 2014.
وقال البرنامج في نوفمبر تشرين الثاني إنه استطاع الوصول إلى 3.3 مليون شخص.
وبعد العودة من زيارة لدمشق قالت كازين إن مسؤولي الحكومة استجابوا لطلبات بالدخول لبعض المناطق. وأضافت أن هدفها هو تحسين التخطيط والتعاون لضمان تنفيذ هذه الوعود.
وقالت في مقابلة في لبنان "تحدثت مع الحكومة عن أفكار تكتيكية للغاية بشأن كيفية دخولنا حلب باستخدام طرق مختلفة ... تحدثنا عن كيفية الوصول إلى مناطق في ريف دمشق قالت الحكومة إننا نستطيع دخولها. كيف سنتعامل بعد ذلك مع نقاط التفتيش لدخول هذه المناطق؟"
وعلى مدى العام الماضي حاصرت قوات الأسد الضواحي الخاضعة لسيطرة المعارضة خارج دمشق مما جعل السكان يعانون للحصول على الطعام.
وكان منتقدون وبعض عمال الإغاثة قد قالوا إن القوات الحكومية تهدف الى حرمان المنطقة من الإمدادات الغذائية لإجبار المعارضين على الانسحاب منها بطريقة تضر بالمدنيين دون تمييز.
وأبلغ اطباء محليون عن عدة حالات وفاة لاطفال بسبب سوء التغذية.
وقالت كازين إنها تأمل أن تسمح الحكومة لبرنامج الاغذية العالمي بالوصول الى مزيد من المناطق في المستقبل.
وأضافت "سأصدق تعهداتهم بأنهم سيسمحون لنا بدخول المزيد من هذه المناطق في المستقبل لأن الاحتياج لا يقل بل يزيد."
وعلى الرغم من تحسن إمكانية دخول مناطق في شمال حلب ووسط دمشق على ما يبدو قالت كازين إن الوصول إلى اجزاء كبيرة من شرق سوريا بات أصعب بسبب سيطرة مقاتلين اسلاميين متشددين على بعض الطرق الرئيسية في المنطقة.
وقامت وكالات تابعة للأمم المتحدة ببعض عمليات النقل الجوي للمساعدات الى محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا في ديسمبر كانون الأول لكن استمرار هذه العمليات سيكون مكلفا جدا خاصة اذا اتسع نطاقها لتشمل محافظتي الرقة ودير الزور في الشرق.
وفي الشهر الماضي قال برنامج الأغذية العالمي إنه نقل جوا 12 شحنة من الغذاء من مدينة أربيل بمنطقة كردستان العراق الى محافظة الحسكة. وقالت كازين إن هذا لا يزال غير كاف لتلبية احتياجات الحسكة وحدها.
وقالت "12 رحلة طيران وفرت غذاء يكفي لستة آلاف أسرة. هناك 45 الف اسرة في الحسكة تحتاج مساعدة."
وأضافت "تشير تقديراتنا إلى أننا حتى نستخدم نفس المنهج على اساس شهري للوصول الى تلك الاسر فإن التكلفة ستكون ستة ملايين دولار شهريا لنقل الغذاء جوا إلى 45 الف اسرة. وهذا لا يشمل حتى من هم في دير الزور او الرقة."
وقتل اكثر من 100 الف شخص في الاضطرابات في سوريا التي بدأت بانتفاضة ضد حكم عائلة الرئيس بشار الاسد في مارس اذار 2011 وتحولت الى صراع مسلح بعد أن شنت قواته حملة عنيفة على المظاهرات.
وفر نحو 2.4 مليون شخص من سوريا وأسفر القتال عن نزوح اكثر من اربعة ملايين آخرين داخل البلاد.