قررت
إسرائيل الأحد وقف توزيع أقنعة غاز على العامة وهي سياسة مستمرة منذ عقود في مؤشر على ما يبدو على الثقة في نزع أسلحة سوريا الكيماوية.
ومنذ التعرض للضرب بصواريخ سكود العراقية خلال حرب الخليج عام 1991 تقوم السلطات بتوزيع الأقنعة إلا أن الترسانة الكيماوية السورية كانت مبعث القلق الأساسي لاسرائيل في السنوات الأخيرة.
وتغير ذلك منذ أن وافق الرئيس السوري بشار الأسد الذي تورط في حرب أهلية وكان مهددا بضربة عسكرية امريكية في العام الماضي على تسليم مخزون الأسلحة الكيماوية لديه. وتنتهي المهلة المحددة للتخلص من العناصر الكيماوية بنهاية يونيو/ حزيران.
ويتركز الاهتمام الأمني الأسرائيلي الآن على ايران التي تتهمها اسرائيل بتطوير أسلحة نووية وتنفي طهران الاتهام.
وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن قرار وقف توزيع الأقنعة على جميع الاسرائيليين جاء بناء على "تقدير مؤسسة دفاعية بأن هناك تراجعا كبيرا في التهديد باطلاق اسلحة كيماوية على اسرائيل."
وقال البيان إن توزيع الأقنعة سيتوقف بحلول فبراير/ شباط وسيتم انتاجها بعد ذلك بكميات أصغر كثيرا لصالح وكالات الإنقاذ فقط.
وكان بعض المسؤولين الاسرائيليين قد اقترحوا وقف البرنامج لأسباب اقتصادية مشيرين إلى أن القناع الواحد يتكلف في المتوسط 100 دولار لتوزيعها على السكان البالغ عددهم نحو ثمانية ملايين وإن فعاليته محدودة في التصدي لغازات الاعصاب.
وقال ألون روزين المدير العام السابق لوزارة الدفاع المدني والذي يدير شركة استشارية حاليا "أعتقد أن القرار تولد بشكل أساسي عن بواعث قلق تتعلق بالميزانية لكنه ينشأ أيضا من تصور بأن التهديد تراجع نظرا لعملية نزع
السلاح الكيماوي السوري".
وفي أغسطس/ آب الماضي كان ألوف الاسرائيليين يقفون في صفوف للحصول على الأقنعة بسبب المخاوف من أن ضربة أمريكية ضد قوات الأسد قد تستتبع ردود فعل انتقامية ضد اسرائيل.
وكانت واشنطن قد هددت بإجراء عسكري بعد أن ظهرت تقارير عن هجمات بالغاز السام على ضواح في دمشق أسفرت عن مقتل المئات بينهم أطفال.
ووافق الأسد عندئذ على التخلي عن أسلحته الكيماوية وتشرف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حاليا على تدمير الترسانة السورية.