أكد خبراء أن هناك تقصيرا في مجال الاهتمام بالهوية في
المغرب، على مستوى صناعة الفيلم الوثائقي.
وانتقد عبد الله أبو عوض، أستاذ البرامج الوثائقية بجامعة عبد المالك السعدي في مدينة
تطوان، ما اسماه "افتقار
الإعلام المرئي المغربي لصناعة الفيلم الوثائقي، الذي يتحدث عن الحضارة الإسلامية، وعمقها في الهوية المغربية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها في ندوة "الفيلم الوثائقي وسؤال الهوية"، في العاصمة الرباط، مساء السبت.
ونظمت الندوة من جانب شركة إبداع للإنتاج السمعي البصري، بالتعاون مع مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير، وذلك في مقر المعهد العالي للإعلام والاتصال.
ومضى أبو عوض قائلا إن: "الإعلام المغربي لم يستطع حتى الآن، أن يضع يده على صناعة فيلم وثائقي، يعالج مسألة الهوية المغربية كموضوع، وليس هناك فيلما وثائقيا مغربيا يتحدث عن الحضارة الأندلسية وعمقها في الهوية المغربية".
وأرجع أبو عوض، هذا الواقع إلى ما أسماه "الفقر الشديد" للإعلام المغربي للصورة الوثائقية، بينما يوجد "ثراء كبير" في الأفكار والمراجع الفكرية والتاريخية حول الموضوع.
وتابع بقوله إن "أجمل منتج إعلامي يفرض نفسه أمام العالم اليوم، ويحقق رهانات الهوية، هو الفيلم الوثائقي، والدول الكبرى والناشئة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، تحاول جاهدة ترويج صورة هويتها الوطنية عبر الصورة الوثائقية".
من جهته، قال مدير مهرجان الفيلم الوثائقي في مدينة خريبكة، الحبيب الناصري: "إن الفيلم الوثائقي بالعالم العربي، هو أحد الأدوات السمعية البصرية، التي نراهن عليها من أجل ترسيخ مقومات الهوية العربية".
ودعا الناصري إلى "ضرورة استحضار المرجعيات الفكرية لمفكرين مغاربة عالجوا سؤال الهوية، مثل عبد الله العروي (مؤرخ مغربي)، وعابد الجابري (مفكر مغربي) في أعمال إنتاج الأفلام الوثائقية بالمغرب".
فيما قال حسام وهبة، رئيس قسم البرامج والتدريب بمركز الجزيرة للتدريب والتطوير في قطر: "إن تعامل الإعلام الدولي، مع مسألة الهوية، مثل قناة الجزيرة الوثائقية، هو"تركيز على الهوية الإنسانية العالمية المشتركة بين شعوب العالم".
ومضى وهبة قائلا: "أعتقد أن هناك تقصيرا كبيرا في مجال الاهتمام بالهوية في المغرب، على مستوى صناعة الفيلم الوثائقي".