كشفت صحيفة
مصرية النقاب عن أن وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح
السيسي يعمل على إعداد برنامج انتخابي للرئاسة منذ زمن، وأنه استعان لإعداد البرنامج بفريق متخصص في جميع المجالات، يشرف عليه الصحفي محمد حسنين
هيكل، ويضم في عضويته الصحفي عبدالحليم
قنديل، رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة"، الذي ظل فترة كبيرة يهاجم الحكم العسكري، وينشر مخالفات الأجهزة الأمنية والمخابراتية، كما كان من أشد المناوئين لحكم الرئيس محمد مرسي وللإخوان المسلمين.
وذكرت صحيفة "اليوم السابع" في عددها الصادر الاثنين (27/1/2014) أن "هيكل يشرف على البرنامج الانتخابي للسيسي، وأن عبد الحليم قنديل يشارك فيه، وأنه كانت هناك جلسات بين "الفريق" و"الكاتب الكبير" لمناقشة الخطوط الرئيسية، وأن "أيقونة" البرنامج مشروع قومى كبير، وأنه سيتم الإعلان عن البرنامج فور الترشيح".
وقالت الجريدة إنها علمت أن الأيام الماضية شهدت خطوات متسارعة فى إنجاز البرنامج الانتخابي الذي سيطرحه الفريق السيسي فور إعلانه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية.
هيكل مهندس البرنامج
"اليوم السابع" نقلت عن مصادر قولها إن إعلان السيسى للترشيح سيواكبه طرح برنامجه الانتخابي فورا، حتى لا يبدو أنه يخوض الانتخابات مستندا فقط إلى شعبيته الكبيرة، وإنما عبر برنامج طموح يثق المصريون في تنفيذه، وكذلك استجابة للأصوات التى طالبت "الفريق" بطرح برنامج يحظى بموافقة سياسية وشعبية فى آن واحد.
وقالت المصادر - بحسب الجريدة - إن البرنامج يحتوى على خطط قصيرة الأجل تبعث الأمل لدى المصريين ويتم تنفيذها بسرعة وتشمل أبعادا اجتماعية تخص تحسين دخل الفقراء، وتوفير فرص عمل للشباب، كما تتصدر قضية المجتمعات العشوائية هذه الخطط، بتقديم حلول عملية لها تلعب فيها الدولة والقطاع الخاص أدوارا متساوية، أما الخطط الطويلة الأجل فتشمل مشروعا قوميا لم يتم الإفصاح عنه، لكنه: "سيكون بمثابة مفاجأة كبيرة يلتف حولها المصريون".
وأضافت المصادر أن البرنامج يقوم على إعداده الآن فريق متخصص في كل المجالات السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية، وكشفت أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يلعب دورا كبيرا فى ذلك، وأنه بمثابة مهندسه الحقيقي، وأكدت أنه قام بوضع الخطوط الرئيسية له بعد مناقشات طويلة مع الفريق السيسي عبر أكثر من جلسة تمت بينهما في الآونة الأخيرة.
بالتدرج لا الصدمات الكهربائية
وشملت المناقشات - بحسب الجريدة - تشخيصا دقيقا للأوضاع السياسية والاقتصادية القائمة، وأساليب معالجتها، وحسب تعبير المصدر: "ليس بأسلوب الصدمات الكهربائية، وإنما بالتدرج، حتى يكون هناك انتقال آمن من حال إلى حال"، وفي هذا الأمر هناك اقتراحات محددة سيتحمل أعباءها رجال الأعمال وفقا لمنظومة عادلة تضمن مزيدا من فتح وتشجيع فرص الاستثمار، وفي نفس الوقت استفادة الطبقات الفقيرة منها.
وتابعت المصادر أن هيكل يتابع خطوات البرنامج أولا بأول، وأنه على إطلاع بما يتم إنجازه منه، وأنه كان صاحب الرأي في ترشيحات الأسماء المشاركة فيه التي تشمل سياسيين واقتصاديين وقانونيين وخبراء فى مجالات البحث العلمي والطاقة والزراعة والصناعة والتعليم والإسكان وباقي الخدمات الأخرى.
وقالت إن مناقشات البرنامج بين السيسى وهيكل تناولت العلاقات الدولية والإقليمية، والتصورات التيستكون عليها العلاقات المصرية مع الأطراف النافذة إقليميا ودوليا، وأن الأساس الذي يجب أن تقوم عليه هذه العلاقات يأتيمن الداخل المصري أولا وأخيرا، وقالت إن قضية مياه النيل واحدة من القضايا التي سيشملها البرنامج طبقا لبرنامج عملي.
وأكدت المصادر أن الكاتب الصحفى عبدالحليم قنديل رئيس تحرير صحيفة "صوت الأمة" هو أحد الذين يتم الاستعانة بهم فى وضع "البرنامج"، فيما يتعلق بأسسه الفكرية والعقائدية والأسس الديمقراطية التى سيقوم عليها، والعلاقة المستقبلية بين التيارات السياسية المختلفة، وكذلك أفق المستقبل التى يجب أن تكون عليها القوى الدينية التى تنتسب إلى "الإسلام السياسي". وشددت المصادر على أن البرنامج سيكون مفاجأة للجميع، وأنه سيكون عمليا، وليس إنشائيا.
ردود فعل سلبية
انتهى الخبر الذي كتبه سعيد الشحات، مدير تحرير "اليوم السابع"، وهو صحفي مقرب من هيكل وقنديل ودوائر صنع القرار بمصر حاليا، فضلا عن قربه من المجموعة الناصرية التي تلتف حول السيسي حاليا.
ويجذب الانتباه أن الجريدة عندما نشرت التقرير على موقعها تلقت خلال دقائق خمسة تعليقات، تساءل أولها: كيف سيكون البرنامج عمليا إذا كان فيه هيكل وقنديل، مشيرا إلى أنهما أصحاب "شعارات".
وقال آخر: "إذا كان هيكل هو من يخطط الآن لمصر فعلى الشباب أن يتنحى جانبا، مشيرا إلى أن "أول خطوة لا أؤيدها أن تبدأ بمن يحملون أفكارا كما لو كانت ذكريات، وأننا نريد شبابا يدير الأمور، وفكرا حديثا".
وقال ثالث: "كنت أتوسم خيراً في السيسي لكن بعد هذا الخبر فإن قرار انتخابه وتأييده يحتاج إلى وقفة، ومراجعة مع النفس.. نصيحة ابتعد عن زمرة عبد الناصر والاشتراكيين ومدعي الثورية، وإن كنت ستترشح للرئاسة فابدأ بالمتخصصين".