شهدت الحدود
اللبنانية السورية، اليوم الجمعة، توترا واسعا، هو الأول من نوعه منذ عام ونصف العام، بعد سقوط
قذائف من مواقع الجيش السوري النظامي المنتشرة على الجانب الآخر من الحدود على عدة قرى في محافظة عكار، شمالي لبنان؛ أسفرت عن مقتل سوري وإصابة 4 لبنانيين بينهم عنصر من الجيش اللبناني.
وأفاد مراسل الأناضول بأن عدة قرى وبلدات حدودية لبنانية من ضمنها "مشتى حمود" و"شدرا" و"قبور البيض" و"وادي خالد"، استهدفت صباحا بالمدفعية الثقيلة والدبابات، بجانب محيط بلدتي "عيدمون" و"الخالصة".
وقتل مواطن سوري وأصيب أربعة لبنانيين، بينهم امرآة ورقيب أول في الجيش اللبناني، فيما أصيب أربعة عشرة منزلاً في المناطق المستهدفة، ما أدى إلى حركة نزوح كبيرة بسبب اشتداد العمليات العسكرية في القرى السورية المجاورة، بحسب مصادر طبية وأمنية.
وأوضحت المصادر ذاتها أنه تم نقل الجرحى، وأحدهم بحالة حرجة، إلى المستشفيات القريبة.
وشهدت المناطق الحدودية انتشارًا مكثفا للجيش اللبناني وسط تخوف من أن تستمر أعمال
القصف وتطال مناطق حدودية أوسع.
واشتكى مواطنون لبنانيون من استمرار القصف السوري على قراهم دون تدخّل من حكومتهم لوقفه.
وقال محمد خالد المولى من بلدة مشتى حمود، في حديث لوكالة الأناضول، إن القصف من الجانب السوري على هذه القرى الحدودية اللبنانية مستمر منذ سنتين "ولا يوجد رد فعل بالمطلق لا من قبل الدولة ولا المسؤولين السياسيين، بل نسمع كلاما فقط".
ودعا المولى الرئيس اللبناني ميشال سليمان "الذي نثق به إلى أن يتحرك ويوعز للمعنيين للضغط على الجانب السوري كي يوقف اعتداءاته، وهناك قوة كبيرة من الجيش في المنطقة، فمن يقوم بحماية الأهالي؟".
من جهته، وصف كمال رمضان، وهو من مواطني بلدة مشتى حمود كيف أن بلدته تعرّضت "فجأة ودون سابق إنذار" لقصف صباح الجمعة "فأصاب الهلع الأطفال والنساء ودمرت المنازل وفر الأهالي من البلدة".
وأضاف رمضان لوكالة الأناضول: "قتل مواطن أمام منزلي، نحن نسأل ما هي الأسباب ومن يقوم بذلك عليه أن يتحمّل مسؤوليته، ونطالب الدولة التي ننتمي إليها بأن تتحرك بالسرعة المطلوبة، وإلا فلن يبقى أحد في هذه القرى، فما ذنبنا؟".
وطالب رمضان الجيش اللبناني بالتحرك، مشيرا إلى أن معظم أبناء هذه القرى يخدمون في صفوفه، "وما نشهده من صمت بات يطرح أسئلة كثيرة، ولا صحة لكل ما يقال ويتردد أننا نحن من نعتدي، فليس نحن من نملك مدفعية وصواريخ بل هم (قوات النظام السوري)، ذنبنا أننا احتضنا السوريين وندفع الثمن الغالي لأجل ذلك".
وقتل سوري وجرح آخر الخميس بإطلاق نار من داخل الأراضي السورية استهدفت منطقة وادي خالد الحدودية الشمالية، بحسب مصدر أمني.
ويتكرر
إطلاق النار من مواقع قوات النظام السوري على الحدود مع شمال لبنان، باتجاه الأراضي اللبنانية، وفي بعض الأحيان يتسبب في سقوط قتلى وجرحى.
ويتهم النظام السوري أهالي بعض المناطق الحدودية في شمال لبنان، ذات الأغلبية السنية، بإيواء مناصري المعارضة وتسهيل مرور المسلحين و"الإرهابيين" من وإلى سوري، ويرد الأهالي على هذه الاتهامات مؤكدين أنّهم يأوون فقط لاجئين سوريين فرّوا من أعمال العنف في بلادهم.