بعد فترة طويلة من الإخفاقات وسنوات عجاف، أعاد
النصر السعودي الوصل مع
الألقاب واستعاد بريقه، فقطف ثمار نتائجه الرائعة منذ بداية الموسم وتوج بلقب كأس ولي العهد، لا بل إنه نال جرعة معنوية كبيرة لمواصلة مشواره نحو لقب الدوري.
وتوج النصر بطلا لكأس ولي العهد، السبت، بفوزه على غريمه التقليدي الهلال 2-1، ليحرز لقبه الأول فيها منذ 40 عاما، ويوقف احتكار الأخير للمسابقة في الأعوام الستة الماضية.
كما أن النصر يتصدر ترتيب الدوري السعودي منذ أسابيع عدة، ويقدم مستويات ثابتة ويبدو أنه يسير بثبات نحو إحراز الثنائية.
اللقب الأول منذ أعوام جاء بعد العمل الاحترافي الكبير على المستوى الإداري والفني والضخ المالي اللا محدود في النصر خلال الأعوام الخمسة الماضية.
وإدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي ومنذ توليها المهمة عام 2009، ركزت على إعادة الفريق لوضعه الطبيعي لا سيما وأنه يعد ضلعا ثابتا في معادلة الكرة
السعودية عطفا على بطولاته العديدة وإفرازه للعديد من النجوم الذين قادوا المنتخبات الوطنية للكثير من البطولات، فضلا عن تمتعه بقاعدة جماهيرية كبيرة.
وأبرمت إدارة النصر صفقات كثيرة من بينها بداية هذا الموسم عندما استقطبت الدولي السابق وصاحب الخبرة محمد نور من الاتحاد.
هذا فضلا عن الدولي السابق عبده عطيف، والدولي الموهوب يحيى الشهري الذي انتقل للفريق في أكبر صفقة في تاريخ الكرة السعودية، والتي تجاوزت قيمتها 48 مليون ريال سعودي (نحو 13 مليون دولار)، واللاعب الشاب عبدالرحيم الجيزاوي والمدافع الأيمن كامل المر والمهاجم ربيع سفياني.
واستغل النادي فترة الانتقالات الشتوية لاستبدال الثنائي البرازيلي باستوس وإيفرتون والتعاقد مع العُماني عماد الحوسني والجزائري مراد دلهوم لينضما إلى البحريني محمد حسين والبرازيلي إيلتون رودريغيز اللذين يقدمان مستويات مميزة مع الفريق.
ونتيجة هذا الجهد الكبير والعمل الجبار والضخ المالي الكبير، نجح الفريق في استعادة جزء من توهجه، وبدأ يحصد ثمار ما زرع عبر لقب مسابقة كأس ولي العهد، إلى جانب تصدره الدوري دون خسارة وبفارق ستة نقاط عن أقرب منافسيه بعد نهاية الجولة العشرين.
وقال الأمير فيصل بن تركي: "تمكنا من تحقيق الكأس، وأبارك للجميع، احتفالنا سيكون لليلة واحدة، وتركيزنا سيكون على مواجهة الفيصلي (في الدوري) كوننا نسعى لمواصلة تحقيق الأرقام المميزة في سجلنا الذهبي".
وأضاف أن "هذه الكأس الغالية ترجمت حجم العمل الكبير المبذول من الجميع، لكن لن ندعها تغفلنا عن الأهم، وهو الدوري الذي سنبذل قصارى جهدنا للمضي قدماً نحو لقبه، الذي بتنا على أعتابه، لكن ما نحتاج إليه في الفترة المقبلة هو التركيز الكبير ولعب كل مواجهة كنهائي كما كان عليه الحال في مواجهة الهلال".
اما قائد الفريق حسين عبدالغني فقال إن "لقب كأس ولي العهد لم يكن لتحقق لولا الوقفة الجماهيرية التي كانت لها اليد الطولى بذلك".
وتابع أن "روح اللقب ظهرت فتحقق اللقب الغالي والكبير، ومَن تابع المباراة وشاهد عودة الفريق بعد تقدّم الهلال بهدف مبكر يدرك جيدًا أن الفريق أضحى بطلًا لا يكترث بكل الظروف المصاحبة، وبإمكانه أن يعود بأي وقت من اللقاء"، مضيفا "نحن حريصون جدا على تقديم المستويات المشرّفة ومواصلة سلسلة الانتصارات في الدوري، ولكن هذا لن يتحقق إلا بمواصلة العمل الجاد داخل المستطيل الأخضر".
من جانبه، قال لاعب خط الوسط محمد نور "هذا اللقب سيكون دافعا كبيرا لنا نحو مواصلة التقدم في الدوري وإحراز ثنائية خلال الموسم الحالي"، وحذا المهاجم محمد السهلاوي حذوه بقوله "قدّمنا كل ما بوسعنا لتحقيق اللقب، وتبقى لنا بطولة الدوري التي سنعمل جاهدين على تحقيقها وضمها إلى كأس ولي العهد".
وعلى المقلب الفني، أتت التغييرات التي أحدثها مدرب النصر، الأوروغوياني دانيال كارينيو، ثمارها بعدما أعاد صياغة الفريق من جديد، وأعاد الثقة للاعبين خاصة المخضرمين محمد نور وحسين عبد الغني وعبده عطيف.
فقبل ستة أشهر بالتمام والكمال، لم يكن اسم كارينيو مألوفا لدى الجماهير السعودية بصفة عامة وجماهير النصر بصفة خاصة، وذلك حين تعاقدت معه ادارة النصر في منتصف الموسم الماضي، إلا انه تحول الآن إلى معشوق الجماهير الصفراء.
ويرتبط كارينيو بعقد يلزمه بالبقاء في الرياض حتى حزيران/ يونيو 2014، وتسعى الإدارة النصراوية للابقاء على المدرب لأطول فترة ممكنة بعدما لمست النتائج التي حققها.
يقوم كارينيو بدور بارز مع النصر حيث يعتبر من أفضل المدربين الموجودين في الدوري السعودي إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق، وعند الغوص في هذا الأمر فإن لغة الأرقام هي الوحيدة التي بإمكانها أن تنصف الرجل، فإضافة إلى لقب كأس ولي العهد، يتصدر النصر الدوري من دون خسارة برصيد 54 نقطة من 20 مباراة، بفارق ستة نقاط عن أقرب منافسيه.