في ضربة قوية لحرية
الصحافة بمصر، واستمرار لمسلسل قمع
حريات الرأي، أغلقت السلطات
المصرية أمس الأحد شبكتى"
يقين" و"
حصري" الإعلاميتين المناهضتين للانقلاب، بدعوى أنهما تبثان أخبارا تحرض على الدولة. كما منعت جريدة "
الشروق" نشر مقالات الكاتب الصحفي "بلال
فضل" المناهضة للانقلاب، بدعوى أنها تحوي معلومات غير دقيقة.
فقد داهمت أجهزة الأمن صباح أمس الأحد شبكتي "يقين" و"حصري" الإعلاميتين بمنطقة قصر النيل بوسط القاهرة، واعتقلت 13 من المسؤولين والعاملين بالشبكتين، وأمرت أجهزة الأمن بإحالتهم إلى النيابة للتحقيق.
وذكر بيان صادر عن وزارة لداخلية أن معلومات وردت تفيد قيام بعض القنوات الإخبارية ببث أخبار ومعلومات خاطئة من خلال الشبكة الإلكترونية بقصد إثارة الشغب، والتحريض على العنف ضد القوات المسلحة والشرطة، وأجهزة الدولة المختلفة، كما وردت معلومات تفيد باتخاذ شبكتي "يقين، وحصري" باتخاذ شقق بعقارات سكنية بشارع شمبليون كمقر للبث عبر الشبكة الإلكترونية بدون تصريح.
وأضاف البيان: بإخطار مباحث العاصمة أمر بإجراء التحريات، وتم استصدار إذن من النيابة العامة، وتشكيل فريق بحث وضبط، حيث تم إلقاء القبض على 13 شخصًا من العاملين بالشبكتين، لقيامهما ببث أخبار ومعلومات خاطئة من خلال الشبكة الالكترونية، فتحرر محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة لمباشرة التحقيق.
منع بلال فضل من الكتابة
إلى ذلك، صدرت جريدة "الشروق" المصرية اليومية، الإثنين، لليوم الثاني على التوالي، دون نشر المقال اليومي للكاتب الصحفي "بلال فضل"، المعروف بعدائه الشديد للإخوان المسلمين، وفي الوقت نفسه معروف بمناهضته للانقلاب العسكري.
وكانت "الشروق" نشرت اعتذرًا في عددها أمس الأحد نسبته إلى فضل -بعد منع نشر مقاله في عددها أمس- قائلة: "يعتذر بلال فضل عن عدم كتابة مقالة اليوم".
وقال رئيس تحرير الجريدة في تصريحات تلفزيونية، إنه لم يتم منع مقال بلال فضل من النشر، "لكن تم تأجيله لمراجعة بعض المعلومات التي اعتمد عليها المقال، وحاولت شخصيًا الاتصال به مرتين، ولم يرد".
لكن فضل نفى ذلك، قائلاً عبر حسابه على موقع "تويتر". وقال: "للأسف رئيس تحرير الشروق لا يقول الحقيقة. لم يتصل بي قبل منع المقال ونشر اعتذارًا باسمي دون الرجوع لي، ولم يطلب تعديل المقال بل رفضه كاملاً". ،
وأضاف "أقدر رغبة رئيس التحرير في تجاوز الأزمة التي وضع نفسه فيها لكن منذ متى يتم التدخل في مقالات الكتاب بدعوى تصحيح معلوماتها، ولماذا فعل هذا الآن"؟
واعتبر فضل أن "ما قاله رئيس تحرير الشروق أضاف إلى أسباب عدم تعاملي مع الشروق سببا مهمًا هو أنه من العيب أن يعمل الكاتب في صحيفة يغالط رئيس تحريرها القراء".
وقال إنه سبق لرئيس تحرير "الشروق" أن "قرر منع نشر مقال عن إبراهيم عيسى، وتم السماح بنشره بعد أن أعلنت أنني سأترك الصحيفة احتجاجًا على تقييد حريتي"، في إشارة إلى مقاله "نحن في زمن اليويو"، الذي تضمن انتقادات لاذعة للكاتب إبراهيم عيسى، على خلفية التحول الجذري في مواقفه من الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ولفت إلى أنه "في الأسابيع الماضية تم حذف سطر من رسالة زوجة شهيد، وسطرين من رسالة لمواطن سيناوي، بالإضافة إلى مرات عدة تدخل فيها رئيس التحرير بالحذف والتغيير بمقالاته".
وأكد أنه تم أيضًا منع نشر العديد من المقالات لكتاب آخرين منهم: أحمد شكري وتميم البرغوثي، وقال إنه "ليس صحيحًا أنه لا يتم التدخل في مقالات الكتاب، ويمكن سؤالهم للاستزادة".
وبات فضل أبرز الكتاب الذين يتم منعهم من النشر حتى الآن، منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو، بعد أن سبقه الكاتب وائل قنديل، مدير تحرير "الشروق" الذي أوقفت الجريدة نشر مقاله اليومي لما تتضمنه من انتقادات للسلطة الحالية في مصر.
وقد تبارت مواقع إخبارية مصرية على الإنترنت في نشر المقال الممنوع لفضل، وهو بعنوان: "الماريشال السياسي" وجاء فيه:
"سواء كان الأستاذ محمد حسنين هيكل يقوم حقا بإعداد البرنامج الرئاسي للمشير عبد الفتاح السيسي كما نشرت صحيفة (اليوم السابع)، أو كان فقط يحتفظ فقط بدور الخبير الذي لا يبخل بواجب النصيحة كما سبق أن روى، سيبقى لدي في الحالتين سؤال مهم يشغلني بشدة: يا ترى هل روى الأستاذ هيكل للمشير عبد الفتاح السيسي وقائع الحوار الذي دار بينه وبين القائد العسكري الإنجليزي الأشهر برنارد مونتجمري حين زار مصر بمناسبة مرور ربع قرن على معركة العلمين الشهيرة، والتقى هيكل به يومها ودار بينهما حوار طويل أبدى فيه مونتجمري الذي كان يحمل رتبة المشير أو الفيلد ماريشال استغرابه من حصول القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر على تلك الرتبة بشكل سياسي دون أن يحقق انجازا عسكريا يجعله يستحق تلك الرتبة طبقا لنص كلمات مونتجمري التي يرويها هيكل؟.
وبعد أن أورد فضل نص الحوار.. تساءل: "للأسف، أنهى الأستاذ هيكل الفصل الذي تحدث فيه عن مونتجمري دون أن يخبرنا هل قام مونتجمري فعلا بتوجيه أسئلته لعبد الناصر، وكيف كان رد فعل عبد الناصر عليها؟، فهل يجيبنا الآن عن أسئلة أهم على رأسها: هل لا يزال غير مقتنع بتدخل العسكريين في السياسة، وبخطأ منح رتبة عسكرية لأسباب سياسية كما قال لمونتجمري؟
وإذا كان يرى أن تدخل ناصر ورفاقه في يوليو 1952 كان مبررا لمنع استخدام الملك للتصادم مع الشعب، فما هو المبرر الآن في ظل تقدير الشعب للجيش لكي ينتقل قائد الجيش من موقع الحامي إلى موقع الحاكم بكل ما يحمله ذلك من خطورة على تعميق الصراعات السياسية في المجتمع، وتجميد التطور الديمقراطي، وإعادة مصر إلى عصور الاستبداد المدعوم بإعلام الدولة ومثقفيها وإمكاناتها؟
واختتم فضل مقاله الممنوع بقوله: "حتى يجيب الأستاذ هيكل جمهوره على تلك الأسئلة إن أراد، يبقى أن أقول لك إن ما تخوف منه مونتجمري من تدخل العسكريين في السياسة، شهدت مصر آثاره المريرة بعدها بفترة وجيزة، إذ إن زيارة مونتجمري لمصر كانت في الأسبوع الأول من مايو 1967، ولست بحاجة لأن أذكرك بما جرى لمصر بفضل سياسات الكولونيل جمال عبد الناصر، والماريشال عبد الحكيم عامر بعد ذلك بشهر".
اعتقال مدرس على الفيسبوك
في سياق غير بعيد، تباشر النيابة العامة المصرية التحقيق فى واقعة القبض على "مدرس" زعمت أنه ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه كان يبث أخبارا ومعلومات تحرض ضد الجيش والشرطة من خلال شبكة الإنترنت، وعبر صفحة التواصل الاجتماعى " فيس بوك ".
وقالت أجهزة الأمن إنه تم استصدار إذن من النيابة العامة، وتمكن عناصر المباحث من القبض عليه داخل منزله بالمقطم، حيث عثر بحوزته على كمبيوتر يحتوى على صفحة فيس بوك خاصة به، وبعض الصور والمطبوعات التى تحمل فكرًا لجماعة الإخوان وبعض الصور المناهضة للجيش والشرطة التى تحرض على العنف، على حد قول البيان.