في تغريدة له على صفحته في تويتر قبل يومين، تساءل الكاتب والأكاديمي السعودي الدكتور خالد الدخيل -والمعروف بصلاته ببعض الدوائر الرسمية
السعودية- حول الموقف السعودي مما يجري في اليمن بعد التقدم الذي أحرزه الحوثيون في مواجهتهم مع قبيلة
حاشد وسيطرتهم على مناطق مهمة، وصولا إلى تدمير بيت زعيم حاشد الشيخ عبدالله الأحمر.
وطرح الدخيل سؤالا مباشرا قال فيه: "هل لموقف السعودية من
الإخوان علاقة بموقفها من الأحداث في شمال اليمن؟ هل الأمر هو حقيقة كما يبدو عليه بالنسبة للموقف السعودي من هذه الأحداث؟". ثم أضاف في تغريدة أخرى قائلا: إذا سمحت السعودية "بتفوق حوثي وضعف القبائل والدولة المركزية، فهذا يعني تسرب النفوذ الإيراني على حدود السعودية الجنوبية بجانب نفوذها في العراق".
وكان سؤال الموقف السعودي الرسمي مما يجري في اليمن مطروحا في الأوساط السياسية اليمنية، والعربية منذ الثورة، لكنه بدا أكثر إلحاحا في الشهور الأخيرة، وحيث بدا أن الملف اليمني بات أحد عناوين الصراع بين قطر من جهة، وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى، فيما كانت إيران قد طلبت بحسب مصادر سياسية خليجية من الإمارات لدى زيارة عبد الله بن زايد لطهران قبل ثلاثة أشهر التوسط بين
الحوثيين، وبين السلفيين، لكن الوساطة لم تؤد إلى نتيجة تذكر، إذ استمر التوتر بين الطرفين، وإن خفت حدة القتال.
وكان الكاتب البريطاني ديفيد هيرست قد أثار ضجة في شهر نوفمبر الماضي حين نشر مقالا في صحيفة الغارديان حول السياسة الخارجية السعودية قال فيه إن الحرب التي يشنها الأمير
بندر على "الإسلام السياسي قد أفرزت تداعيات كان لها وقعها على الحدود السعودية المضطربة مع اليمن"، وأضاف أن "الرغبة السعودية الجامحة في الحد من تقدم حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن دفعت بالرياض إلى دعم المليشيات الحوثية التي كان السعوديون من قبل في حرب معها".
وكشف هيرست أن "الزعيم الحوثي البارز صالح هبرة قد نقل بالطائرة عبر لندن لكي يلتقي برئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر".
وكان الكاتب البريطاني قد أشار في بداية مقاله إلى فقرة من مقال للكاتب السعودي المقرب من الأوساط الرسمية جمال خاشقجي تلمح بشكل غير مباشر إلى فشل الأمير بندر في إدارة السياسة الخارجية، فيما نقلت تقارير كثيرة عن ضيق في أوساط أمراء العائلة الحاكمة من فشل الأمير بندر في أكثر الملفات التي تولاها.
وفي حين لا تتحدث أوساط حزب الإصلاح اليمني بشكل مباشر عن الدور السعودي في دعم الحوثيين، إلا أن مصدرا في الحزب مقربا من آل الأحمر رفض الكشف عن نفسه أكد لـ"عربي21" أن الرياض دعمت الحوثيين، وذلك كرد على موقف الحزب من الانقلاب في مصر، وبسبب اعتباره جزءا من الحالة الإخوانية في المنطقة، فضلا عن اعتبار آل الأحمر أيضا جزءا من الحالة الإخوانية.
وقال المصدر لـ"عربي21" إن السعودية، وإن كانت متخوفة من الطموحات الإيرانية في المنطقة، إلا أنها ترى الخطر الإخواني أعمق بكثير، لاسيما أن خطر إيران يمكن توفير الحماية منه عبر أمريكا، كما أن التعايش معه كان قائما منذ ثلاثة عقود.
ويرى المصدر أن الرياض سعت إلى تخليص قبيلة حاشد من نفوذ آل الأحمر-الإخوانيين برأيها- عبر علي عبدالله صالح الذي يعيش ذات المشاكل السعودية مع الإخوان وكرر اتهامه لهم مؤخرا بتخريب اليمن وبث الفتنة.