قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثقت مقتل 191 سورياً على يد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "
داعش" منذ منتصف حزيران/ يونيو، من العام الماضي وحتى منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي من العام الحالي.
وقالت الشبكة في تقرير لها يتناول بحثاً عن تنظيم "داعش"، إن من بين القتلى 21 طفلاً، وست نساء، وسبعة إعلاميين قتلوا خلال الفترة نفسها.
وأضاف التقرير أن عدد القتلى في 2013 بلغ 42 سورياً؛ من بينهم عشرة أطفال، واثنان من الإعلاميين، فيما سقط منذ بدء الاشتباكات - في 3 كانون الثاني/ يناير الماضي وحتى الـ 15 من الشهر نفسه - بين التنظيم وفصائل المعارضة المسلحة 149 شخصاً؛ بينهم 11 طفلاً، وخمس نساء، وخمسة إعلاميين، في ازدياد كبير بمعدلات القتل والإعدام.
وذكر التقرير مجموعة من حوادث الإعدام التي نفّذها التنظيم ضد عدد من مقاتلي الجيش الحر - تابعين للواء التوحيد - كما حدث في بلدة عندان بريف حلب بتاريخ 5 كانون الثاني/ ديسمبر الماضي؛ حيث جاءوا لإجراء عملية تفاوض بهدف وقف إطلاق النار، فما كان من التنظيم إلا أن غدر بهم وأعدمهم جميعاً وقام برمي جثثهم.
ووثقت الشبكة إعدام التنظيم لعدد من المعتقلين في معسكر "حارم" بتاريخ 4 من الشهر نفسه؛ حيث تقدر الشبكة أن التنظيم كان يعتقل ما بين 2000 و2500 شخص من مختلف الاختصاصات ومن مختلف المحافظات في المعسكر، أغلبهم من محافظتي حلب والرقة.
وبعد المواجهات الأخيرة، قام التنظيم بعمليات إعدام لأعداد من المعتقلين لديه؛ قبل أن ينسحب من المقرات التي هاجمها الجيش الحر؛ حيث عثر الأخير على أكثر من 17 جثة؛ كان أغلبها مكبل الأيدي؛ وعلى بعضها آثار تعذيب وحشية؛ كما أن معظم المعتقلين أُعدموا بطلقة في الرأس؛ وبعضهم قضى بأكثر من طلقة بالصدر.
من ناحية أخرى، استعرض التقرير إعدام التنظيم معتقلين في مشفى الأطفال بحلب، في تاريخ 8 كانون الثاني/ ديسمبر؛ حيث حاصرت عناصر من الجيش الحر المشفى، وهو أحد مقرات التنظيم، وكان يُحتجز فيه عدد من المعتقلين، فقام عناصره بإعدامهم جميعاً قبل أن يخلي المقر وينسحب منه.
وأورد التقرير شهادات لمقاتلين من لواء التوحيد، أكدوا أنه بعد معارك استمرت ست ساعات؛ أُجبر مقاتلو "داعش" على الانسحاب. وبعد دخول المبنى اكتشفت المعارضة مجزرة ارتكبها التنظيم قبل اقتحام المبنى بيوم واحد، بقتله 50 معتقلاً تم إعدامهم في كراجات مشفى العيون المجاور لمبنى مشفى الأطفال مقر قيادة "داعش"، حيث تم تحرير نحو 300 سجين جميعهم من الناشطين والإعلاميين والثوار من مختلف الفصائل.
وقام عناصر التنظيم - فضلا عما سبق - بإحراق ملفات وأوراق كانت موجودة في مقر التنظيم، بمشفى الأطفال في حي قاضي عسكر قبل انسحابه منه.
وفي السياق نفسه، أدرجت الشبكة عدداً من أبرز الممارسات والاشتباكات التي قام بها التنظيم؛ وأدت إلى قيام المواجهة الكبرى في 2 كانون الثاني/ ديسمبر، منها اشتباكات بلدة الدانا بريف إدلب في 5 و 6 تموز/ يوليو من العام المنصرم، بعد مظاهرة مدنية ضد التنظيم، تبعها صدام بين لواء "حمزة أسد الله" والتنظيم، انتهى بقطع رأس "فادي القش" قائد اللواء؛ وتعليقه في الساحة العامة، وإعلان السيطرة على البلدة بعد اشتباكات قتل فيها مدنيون.
وتابعت الشبكة في تقريرها ذكر ممارسات أخرى؛ كمثل قتل كمال حمامي، قائد كتائب "العز بن عبدالسلام" في الساحل السوري - في 11 تموز/ يوليو من العام الماضي أيضاً، وقُتل الشيخ يوسف العشاوي، رئيس الهيئة الشرعية في أعزاز - بتاريخ 7 آب/ أغسطس من العام الماضي أيضاً، إضافة إلى الاقتتال مع ألوية أحفاد الرسول في الرقة، وقتل المسؤول الإغاثي في حركة "أحرار الشام" أحمد فهمي نينال، بعد اعتقاله من قبل التنظيم مع قافلة إغاثة ماليزية، واشتباكات وعمليات اعتقال وقتل بحق ناشطين ومقاتلين من مختلف الفصائل المعارضة.
بالتوازي مع ما سبق؛ أوردت الشبكة أيضاً حالات خطف واعتقال للناشطين والأهالي، قام بها تنظيم "داعش".
وبحسب روايات لناجين من الاعتقال أو الخطف؛ قدرت الشبكة أن التنظيم قام بعمليات خطف واعتقال ما لايقل عن 2500 شخص؛ ففي إحدى الشهادات، يقول ميسر حنان، أحد عناصر "جبهة النصرة" تم اعتقاله مع بعض رفاقه بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، في طريقهم لمدينة حلب: "إن عناصر من "داعش" قامت بتطويق سيارتهم واعتقالهم بعد عصب أعينهم، ووضعهم في صندوق سيارة (بيك أب). وبعد 12 ساعة سفر وصلوا إلى منطقة؛ عرفوا لاحقاً بأنها منطقة الشدادي في محافظة الرقة، وظلوا محتجزين هناك 10 أيام، تعرضوا خلالها للإهانة الكلامية والبرد الشديد والجوع، فكانوا يقدمون لهم وجبتين من المعكرونة فقط؛ قبيل شتمهم وضربهم والإلقاء بهم في طريق مقطوع بتاريخ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.
ورصد التقرير أيضاً مجموعة من
الانتهاكات التي قام بها تنظيم "داعش" في المجال الطبي؛ من خلال الاعتداء على الكوادر الطبية، وعلى الناشطين الإعلاميين، والاعتداء على مراكز إعلامية وتجاوزات أخرى.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إنها وثقت مقتل 12 ناشطاً سورياً ما بين إعلامي وصحفي ومصور خلال كانون الثاني/ يناير الماضي؛ من بينهم أربعة قتلوا على يد قوات النظام، فيما قتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ثمانية ناشطين؛ فضلاً عن توثيق ست حالات ما بين خطف واعتقال.
وكانت الشبكة وثقت مقتل 3469 شخصاً خلال كانون الثاني/ يناير الماضي؛ وهم 2031 مدنياً قتلوا على يد القوات الحكومية، من بينهم 340 طفلاً - بمعدل 11 طفل يومياً - و 222 امرأة، و 202 من المعتقلين قضوا تحت التعذيب، بينهم طفل وامرأة، بمعدل 7 أشخاص يموتون تحت التعذيب يومياً، فيما بلغت نسبة الأطفال والنساء من القتلى 28%، فضلاً عن مقتل 448 مقاتلاً من المعارضة المسلحة على يد القوات الحكومية.