انطلقت في
تونس، الجمعة، الاحتفالات الرسمية بالمصادقة على
الدستور التونسي الجديد.
ويشارك في الاحتفال الذي أقيم بالمجلس التأسيسي بالعاصمة تحت شعار "العالم يحتفل مع تونس بدستورها" أكثر من 27 وفداً رسمياً، بينهم رؤساء، وملوك، وأمراء، وممثلو وفود دبلوماسية من دول عربية، وأفريقية، وآسيوية، وأوروبية، وأمريكية.
من جانبه أشاد رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي، مصطفى بن جعفر، بالدستور الجديد الذي أقرته بلاده، مؤخراً، معتبراً أن المصادقة عليه "دليل على عمق القواسم المشتركة بين التونسيين".
وأضاف بن جعفر، إن "الدستور يمثل محلّ توافق بين مكوّنات المجتمع التونسي، والمصادقة عليه تدلل على عمق القواسم المشتركة بين التونسيين، وإرادة العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد".
وتابع، " الثورة التونسية (التي انطلقت شرارتها في 17 ديسمبر/كانون أول 2010، وانتهت برحيل نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون ثاني 2011) تعدّ ثورة متفرّدة، ومتميزة عن باقي الثورات العربية بالروح الثورية، وأشكال النضال السلمي، ونموذج للانتقال الديمقراطي في بلد عربي مسلم، سيكون مرجعاً بحق لدول المنطقة العربية كلّها".
ومن بين المشاركين في الاحتفال، الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، ورئيس البرلمان التركي، جميل تشيشيك، وشقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس، والشيخ علي بن خليفة آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء البحريني، ورئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ جابر مبارك الأحمد، والشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الممثل الشخصي لأمير قطر، والأمير فيليب، ولي عهد المملكة الإسبانية.
كما حضر الاحتفال، المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية المكلف بالشؤون المغاربية ويليام روبوك، ورئيس البرلمان الألماني، نوبارت لامارت، ورئيس مجلس الشيوخ البلجيكي، أندريه فلاهو، ورئيس البرلمان المالطي، أنجلو فروجيا، ورئيس المجلس الأوروبي، هرمان فان رومبوي، ورئيس مكتب الأمم المتحدة بجنيف بالنيابة، مايكل مولر، ورئيس البرتغال السابق، جورج سمبارو.
الرئيس الفرنسي يشيد بالدستور التونسي الجديد
وفي سياقٍ متصل تعهّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدعم الحكومة التونسية الجديدة برئاسة مهدي جمعة.
جاء ذلك عند التقائه، اليوم، جمعة، في المجلس التأسيسي، على هامش الاحتفال بالدستور التونسي الجديد الذي حضره أكثر من 27 وفدا من مختلف دول العالم.
وذكر بيان لرئاسة الحكومة التونسية حصلت الأناضول على نسخة منه أن هولاند عبّر لجمعة عن "استعداد
فرنسا لدعم الحكومة في هذه المرحلة الجديدة من تاريخ تونس"، مضيفا أن بلاده "لن تدخر جهدا" في دعم التعاون الثنائي مع تونس في مختلف المجالات.
وفي كلمته التي ألقاها، اليوم الجمعة، أمام الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي ونواب المجلس التأسيسي وأكثر من 27 وفد دولي مشارك بالاحتفال الرسمي بالمصادقة على الدستور، أشاد الرئيس الفرنسي بالدستور التونسي الجديد الذي يعتبر "نتاج توافق وجهد مشترك، كما أنه يؤكد التوافق بين الإسلام والديمقراطية"، بحسب قوله.
واعتبر هولاند أن "الدستور التونسي يؤكّد التوافق بين الإسلام والديمقراطية"، لافتا إلى تخصيص بلاده 500 مليون يورو (نحو 677 مليون دولار) لدعم المشاريع التنموية في تونس.
يذكر أن تونس أقرت في 27 يناير/كانون الثاني الماضي، وثيقة الدستور الجديد الذي وصفه مسؤولون تونسيون بأنه أول "دستور ديمقراطي توافقي" في المنطقة العربية.
وقدم حزب النهضة الإسلامي الحاكم تنازلات كبيرة لتمرير الدستور والحفاظ على الديمقراطية، تمثلت في تنازله عن رئاسة الحكومة رغم أغلبيته البرلمانية، ورغم احتفاظ شركاءه في الائتلاف الحاكم بمنصبي رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس التأسيسي.