كان عام 2013 هو الأسوأ في تاريخ
السياحة المصرية حيث خلت فنادق المنتجعات السياحية المعروفة من السياح، وبلغ دخل مصر من السياحة 3.6 مليار دولار، مقارنة بـ 7.7 مليار دولار في عام 2010 قبل الثورة التي أطاحت بحسني مبارك، ولم يقم في الفنادق المصرية سوى 9.5 مليون في العام الماضي مقارنة مع 14.7 مليون في عام 2010، حسب وزير السياحة في الحكومة المدعومة من الجيش هشام زعزوع.
ونقلت صحيفة "
الغارديان" عن الوزير المصري زعزوع قوله "أنت تتحدث عن مدن أشباح"، وقد شهدت بعض المواقع السياحية المهمة أسوأ مواسمهما في أيلول/ سبتمبر حيث "لم يكن هناك أي سائح في بعض المناطق؛ 1% حجوزات فنادق الأقصر، 0% في أبو سمبل، 0% في أسوان في بعض الأحيان"، وفي منطقة البحر الأحمر التي كتب الصحافي باتريك كينغزلي تقريره منها يقول الوزير " الوضع يبدو أحسن، ولكنني أتحدث عن نسبة 10، 14، 20% ، إن الوضع سيء وهو الأسوأ في التاريخ الحديث، في السنوات التي أعقبت ذروة عام 2010 فإن العام يعتبر الأسوأ".
ويقول التقرير إن عدد الزوار في وادي الملوك لا يتجاوز عدد أصابع اليد في بعض الأحيان، ففي هذا المكان الذي دفن فيه توت عنخ أمون كان ألاف السياح يصطفون للدخول على المكان في عام 2010 ووانخفض عدد السفن السياحية التي تعمل في النيل إلى 5 سفن من بين 250 سفينة. فيما أغلق 165 فندقا أبوابه مؤقتا في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس بسبب قلة الزبائن وذلك بعد
الإنقلاب مباشرة.
ويقول التقرير: في بلد تعتمد نسبة 12.5% على العمل في السياحة وتمثل نسبة 11.3% من الدخل القومي فقد ترك عزوف السياح عن مصر أثره القاسي على الكثير من المصريين. فقد قدمت السلطات المحلية رزم طعام لعائلات العاملين في قطاع السياحة.
ونقل عن رئيس فدرالية السياحة المصرية الهامي الزيات قوله "كان عليهم الاختيار بين إطعام عائلاتهم وخيولهم".
وفي الوقت الذي عانت فيه السياحة عام 2011 و 2012 حيث دخلت فيه البلاد من أزمة لأخرى بعد الإطاحة بمبارك، إلا ان الأزمة تفاقمت أكثر في الفترة ما بين تموز/ يوليو وتشرين الثاني/ نوفمبر أي بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث تراجع عدد السياح القادمين لمصر بشكل كبير. فقد اثارت التقارير عن الاضطرابات في القاهرة وشمال سيناء الكثير من السياح حتى أؤلئك الذاهبين إلى مناطق هادئة مثل شرم الشيخ والأقصر.
ويقول عمال السياحة إن مخاوف السياح لا أساس لها لأنه خلال الأزمة الماضية كانت المنتجعات السياحية تحت السيطرة مثل تلك التي عند البحر الأحمر.
وفي محاولة منه لجلب السياح يقول زعزوع: مع أن المتطرفين هاجموا السياح عام 1997 إلا انهم لم يهاجموا الأجانب، ويؤكد "ما نراه اليوم هو شأن مصري- مصري" وليس "شأنا مصريا- أجنبيا"، مع أن المؤيدين للحكومة عادة ما يعبرون عن مواقف قومية على التلفزيون حيث قام نائب سابق بإطلاق التهديدات بأن الأمريكيين سيذبحون ويسحلون في الشوارع لو حدث مكروه للمشير عبد الفتاح السيسي، كما يشير تقرير الصحيفة.
وفي رده على هذه المشاعر المعادية يقول زعزوع إنها مجرد تهديدات موجهة للحكومات الغربية التي ينظر إليها كداعمة لمرسي وليس السياح "أريدك أن تفهم أنه بناء على أساس المقابلة الشخصية فالشعب المصري يرحب بك".
ويقول التقرير إن المسؤولين وأصحاب الفنادق يريدون تصوير الوضع على أنه في طريقه للتحسن. وقامت الحكومة بالكشف عن استثمارات بقيمة 500 مليون جنيه استرليني في قطاع السياحة في البحر الأحمر. ومن المتوقع استئناف الرحلات المباشرة بين لندن والأقصر.
وفي الوقت الذي بدأت فيه الحجوزات تعود للفنادق إلا انها أقل من مستويات عام 2010. فلم تتعد الحجوزات في فنادق القاهرة نسبة 20% مقارنة مع 80% قبل أربعة أعوام وفي الأقصر لم تتعد النسبة 12-14% مقارنة مع 60-65% في عام 2010. وفي منتجعات البحر الأحمر تتراوح ما بين 40-55% مقارنة مع عام 2010 حيث كانت مليئة.
ويقول الزيات إن التعافي السياحي لن يحدث سريعا ولم يحدث في تاريخ السياحة أن تباطأ تحسن الوضع فما حدث عام 1997 كان حادثا واحدا وأخذ عاما واحدا حتى تعود السياحة لوضعها الطبيعي لكن ما حدث اليوم هو 3 أعوام من عدم الاستقرار.