تمكن شاب
فلسطيني من حل مشكلة الظلام الدامس الذي يخيم على منطقة سكنه شرق مدينة
غزة عند انقطاع التيار الكهربائي، باستخدام
بطاريات تالفة اشتراها بثمن زهيد وأعاد شحنها ومدد منها شبكة إنارة لشارع وقرابة 50 منزلاً.
وراودت فكرة استخدام "البطاريات التالفة" لإنارة المنازل الفلسطيني حسّان سعد بعد تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات التي نتج عنه عدم قدرة الفقراء على تشغيل مولدات الكهرباء.
ويعاني قطاع غزة منذ 7 سنوات من أزمة كهرباء كبيرة، بدأت عقب قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء.
وتتسبب الوسائل التي يستخدمها الفلسطينيون في إنارة منازلهم خلال فترة انقطاع الكهرباء بالعديد من الحرائق و"المآسي" الإنسانية.
وفي مكان آمن في منزله وضع الفلسطيني سعد 10 "بطاريات تالفة" ومدد منها شبكة إنارة للمنازل المحيطة به والتي بلغ عددها 50 منزلاً، بالإضافة لإنارة شارع يمتد لمسافة 500 متر يغرقه الظلام خلال ساعات انقطاع الكهرباء.
وقال سعد إن مشروعه استهدف 50 منزلاً، في شارع يعاني ساكنوه من الظلام الدامس خلال انقطاع الكهرباء.
وأوضح أنه اشترى البطاريات التالفة بسعر زهيد، بدعم من بعض الجهات الخيرية وأضاف إليها بعض التقنيات التي تجعلها صالحة للاستخدام، ومدد منها أسلاك أوصل بها مصابيح لإنارة المنازل وأحد شوارع منطقة سكنه.
وبين أن السبب وراء استخدام فكرة إنارة المنازل بالبطاريات التالفة الارتفاع الجنوني لأسعار المحروقات، وعدم قدرة الفقراء على تشغيل مولدات الكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار البطاريات الحديث غير المستخدمة.
وأشار إلى أن سعر البطارية الحديثة الواحدة يصل إلى 1500 شيقل (400 دولار أمريكي)، بينما لا يتجاوز سعر البطارية التالفة الـ 100 شيقل (30 دولار) يضاف إليها ثمن زهيد لأسلاك ومصابيح الإنارة.
ويعيش قرابة مليوني مواطن في قطاع غزة واقعا اقتصاديا وإنسانيا صعبا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.
ولفت إلى أن مدة تشغيل البطاريات التالفة تصل إلى 6 شهور، بعد ذلك يتم استبدالهم بسهولة وبذات السعر المنخفض.
وقال "تم توصيل ثلاثة مصابيح كهربائية لكل منزل بالإضافة إلى مقبس كهرباء لتشغيل مذياع صغير الحجم أو شحن هاتف خليوي"، موضحاً أن مدة تشغيل البطاريات تصل إلى 8 ساعات بعد ذلك يتم شحنها خلال فترة وصل التيار الكهربائي.
ويتمنى سعد أن يتم تطوير المشروع وامداده بالدعم اللازم من الجهات المختصة لتوفير الكهرباء على كافة قطاع غزة.
من جهتها، قالت صباح المحتسب (50 عاما) وهي من المستفيدين من شبكة الإنارة "إن المشروع جيد فإنارة البيت بهذه الطريقة تبعدنا عن الخطر والحرائق الناتجة عن استخدام الشموع أو مولدات الكهرباء الصغيرة".
وبينت المحتسب أن شبكة الإنارة الجديدة تغلبت على مشكلة الانقطاع المتواصل للكهرباء ولو بشكل جزئي، فبإمكاننا مواصلة أعمال المنزل دون تأجيل، وبات الأطفال يتمكنون من الدراسة بسهولة خلال ساعات الليل.
وفرضت إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ عام 2006، في أعقاب أسر حركة حماس لجندي إسرائيلي قرب الحدود، وشددت من إجراءاته في صيف 2007 بعد سيطرة الحركة على القطاع عقب انتخابات برلمانية فازت بها.
وتمد سلطة الطاقة المنازل بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على8 ساعات وصل، ثم يتم قطعه لمدة 8 ساعة أخرى، معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية ومولدات شركة الكهرباء التي تعاني من نقص كبير في
الوقود.
وكانت الأزمات الاقتصادية المتلاحقة على قطاع غزة، والمتمثلة بالنقص الحاد في غاز الطهي، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي قد أجبرت مؤخرا العائلات الغزّية للعودة إلى الوسائل البدائية كاستخدام "بابور الكاز" وإشعال الحطب.