صراع من نوع جديد بدأت تشهده ساحة الإتصالات في
مصر بين مشغلي الهاتف المحمول بالسوق المصري الثلاثة، "
موبينيل" ، و "
فودافون" ، و"
اتصالات"، مع اقتراب موافقة حكومة مصر علي السماح لمشغل رابع بالعمل في السوق خلال الفترة المقبلة، وسط توقعات الخبراء، بأن يقتنص المشغل الجديد نصيبه من السوق من حصة المشغلين الحالين، خاصة في ظل حالة التشبع التي تشهدها السوق.
طرق متعددة ومختلفة لجأت إليها شركات المحمول العاملة في مصر، لزيادة أعداد مشتركيها، كان على رأسها محاولات رصد أكثر العملاء إجراء للمكالمات والاتصال بهم، لإغرائهم بالتحويل لشبكاتها.
قال وليد ماهر(محاسب من القاهرة)، " هناك أشخاص يعرفهم يجرون مكالمات بالهاتف المحمول لمدة طويلة رغم انخفاض دخلهم، بسبب منحهم مكالمات مجانية من شركة المحمول، مقابل تحويل خطوطهم إليها.
وتعتزم وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، إصدار رخصة "اتصالات متكاملة" قريبا، ما يسمح للشركة المصرية للإتصالات (الشركة الحكومية التي تحتكر تقديم خدمة التليفون الثابت) بتقديم خدمات إتصالات المحمول.
قال محمد ابراهيم (رجل أعمال من الجيزة)، إن شركة المحمول المنافسة للشركة التي يتبعها، قامت بأجراء اتصال به، وعرضت عليه الكثير من العروض لتحويل الخطوط الخاصة بشركته إليها، وقام أحد موظفي شركة المحمول بالذهاب إليه لإعطائه مجموعة من الخطوط مجانا، إلى جانب العديد من العروض المخفضة.
وأضاف سعيد الشيخ (موظف بأحد السفارات من القاهرة)، انه تلقى مثل تلك المكالمات، حيث اتصل به موظف من خدمة العملاء بأحد شركات المحمول، واستفسر منه عن العرض الذى يتعامل به مع شركته، ثم عرض عليه سعر أقل للدقيقة عند التحويل للشركة التي يعمل لديها بنفس الرقم، وخاصة وأنه يجري مكالمات دولية كثيرة.
وقال الدكتور محمود أبو شادي خبير الإتصالات، إن "محاولات شركات المحمول جذب عملاء منافسيها بالسوق في الفترة الحالية، جزء من خطة "الوقاية المسبقة" التي تعمل بها الشركات مع اقتراب دخول مشغل جديد للأسواق".
وأضاف أبو شادي أن " أسباب هذه المحاولات، تعود لقلقها من تراجع حصتها من المشتركين بسبب دخول المشغل الجديد للسوق، مع وصول السوق إلى حالة تشبع كبيرة".
ووفقا لتقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، الإثنين الماضي، بلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول في مصر، 98.82 مليون مشترك في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مقابل 97.97 مليون مشترك في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بمعدل نمو شهري نحو 0.86% .
وقال أشرف حليم رئيس القطاع التجاري بشركة "موبينيل"، إن "ما تقوم به الشركات في هذا الإطار مجرد عملية تجارية، ليس فيها أي نوع من أنواع الدعاية، الأمر الذى لا يخالف الشروط القانونية المنظمة لتحويل الأرقام بين شركات المحمول التي وضعها جهاز تنظيم الاتصالات".
وخاصية نقل المشتركين بين الشركات، تتم وفقا لشروط منح الرخصة الثالثة للتليفون المحمول للمشغل الثالث "اتصالات مصر" في تموز/ يوليو2006، التي سمحت للمشتركين بالإنتقال بنفس أرقامهم للشبكات الاخرى، وهو لم يكن مسموح من قبل.
وأضاف حليم "الشركات تقوم بالإتصال بالعملاء بشكل عشوائي، دون أن يكون هناك أي تدخل في خصوصية العملاء".