قتل 37 عراقيا بينهم شخصان يعملان في قناة "
العراقية" الحكومية، واصيب 166 آخرين بجروح الاحد في
انفجار حافلة صغيرة مفخخة يقودها
انتحاري بين مجموعة من السيارات المزدحمة عند نقطة تفتيش في الحلة جنوب بغداد.
وقال ضابط برتبة ملازم أول في الشرطة إن الانتحاري فجر الحافلة لدى وصوله الى نقطة التفتيش عند المدخل الشمالي للحلة (95 كلم جنوب بغداد) من جهة بغداد بين عشرات السيارات التي كانت تنتظر عبور النقطة.
وذكر أن "بعض الضحايا احترقوا داخل سياراتهم".
وقال ضابط آخر برتبة ملازم اول في الشرطة إن 37 شخصا قتلوا في هذا الهجوم الدامي، بينهم خمسة من عناصر الشرطة وامرأتان وخمسة اطفال، بينما أصيب 166 شخصا بجروح، بينهم العديد من النساء والاطفال.
واكدت مصادر طبية في الحلة حصيلة ضحايا هذا الهجوم الذي ادى ايضا الى تدمير اكثر من ستين سيارة من تلك التي كانت تسير في ثلاثة صفوف متوازية عند نقطة التفتيش الواقعة على طريق رئيسي يربط بغداد بعدد من المحافظات الجنوبية.
وقال عبد الحسين سجاد الذي كان في موقع التفجير لحظة وقوعه: "شاهدت عددا من الجثث المحترقة تماما في موقع الانفجار، وفر آخرون من المكان والنار تشتعل في ملابسهم بعد وقوع الهجوم".
وروى سلام علي الذي أصيب بجروح في صدره ويده متحدثا من مستشفى الحلة: "شاهدت كتلة كبيرة من النار تغطي نقطة التفتيش والسيارات المتوقفة".
وتابع: "كثير من الضحايا لم يتمكنوا من الخروج من سياراتهم التي اغلقت ابوابها لشدة الانفجار".
وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق منذ مطلع عام 2013 تصاعدا في اعمال عنف هو الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ موجة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008 التي كانت اوقعت آلاف القتلى.
وقتل أكثر من 130 شخصا خلال الايام الماضية من شهر آذار/ مارس، واكثر من 1850 شخصا منذ بداية 2014 في اعمال العنف اليومية في العراق -وفقا لحصيلة استندت إلى مصادر امنية وعسكرية وطبية-.
وفي هجمات اخرى الاحد، قتل سبعة من عناصر الامن، بينهم ضابط برتبة عقيد في الشرطة في هجمات متفرقة.
ففي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، اغتال مسلحون مجهولون سالم حسن مرعي وهو عقيد في استخبارات الشرطة قرب منزله في حي الوحدة في شرق المدينة، وفقا لمصادر امنية وطبية.
كما قتل جنديان في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للجيش في وسط المحلبية الى الغرب من الموصل، وفقا للمصادر ذاتها.
وقتل شرطي واصيب ثلاثة من رفاقه بجروح؛ جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة التاجي الى الشمال من بغداد.
وفي قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) قال قائم قام القضاء شلال عبدول، إن "هجوما مسلحا استهدف حافلة تقل موظفين في شركة نفط الشمال ادى الى مقتل احد عناصر حماية المنشآت النفطية واصابة عشرة اخرين".
ووقعت هجمات الاحد غداة شن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة تلفزيونية بثت السبت هجوما هو الاعنف على السعودية وقطر، حيث اتهمهما بإعلان الحرب على العراق، معتبرا ان الرياض تبنت "دعم الارهاب" في المنطقة والعالم.
ورأى المالكي في المقابلة مع قناة "فرانس 24" أن "ازمة العراق الطائفية والارهابية والامنية مسؤولة عنها هاتان الدولتان بالدرجة الاولى"، مجددا التذكير بأن "العنف والارهاب الذي عاد في العراق عاد بسبب الازمة في سوريا" المجاورة.
ويعيش العراق ازمات سياسية اضافة للتدهور الامني، بينها التوتر بين حكومة بغداد واقليم كردستان فيما يتعلق بتصرف الاقليم بموارده النفطية دون الرجوع الى بغداد التي منعت صرف ميزانية الاقليم.
وعلى صعيد آخر، تقدم
وزير النقل العراقي هادي العامري الأحد باعتذار من المسافرين الذين كانوا على متن رحلة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية، منعت من الهبوط في بغداد؛ بسبب عدم وجود ابنه على متنها.
وقال العامري في مؤتمر صحفي في مطار بغداد الدولي لدى عودته من بيروت: "أطلب منكم ان تسامحوني على ما حدث، وقطعا سنحقق العدالة"، معلنا تحمله على نفقاته الخاصة مبالغ نقل المسافرين العراقيين الذين علقوا في بيروت.
وشدد العامري على ان "رئيس الوزراء نوري المالكي فتح تحقيقا ونحن مع القضية وسنتعاون، واذا ثبت تقصير ولدي سأقدمه الى القضاء بيدي"، مضيفا: "ولى زمن ان يخطئ ابن المسؤول، ويفلت من العقاب".
وكانت شركة طيران الشرق الاوسط اللبنانية اعلنت -في بيان- الخميس أن إحدى طائراتها المتجهة الى بغداد عادت الى بيروت، بعدما تبلغت من السلطات العراقية أنها ممنوعة من الهبوط ما لم يكن نجل العامري على متنها، مشيرة الى أن الاخير تأخر عن موعد إقلاع الرحلة.
واعتقلت قوة عراقية معاون مدير مطار بغداد الدولي على خلفية منع الطائرة من الهبوط، إلا أنها أطلقت سراحه في وقت لاحق.
وأثارت هذه القضية سخط الرأي العام في العراق، وموجة غضب، وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي حيال طريقة تصرف ابن الوزير، وكيفية تعامل السلطات العراقية مع حادث مماثل.
وقال موظف في المطار أمضى ثلاثين عاما في الاحد: "لم تحصل حادثة مماثلة في مطار بغداد حتى في زمن عدي"؛ في اشارة الى نجل الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وأضاف -رافضا كشف اسمه- أن "أبرز شيء قام به عدي في زمانه هو تأخير موعد اقلاع طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية لمدة ثلاثين دقيقة، لكنه لم يجرؤ على تأخير أي طائرة عربية او اجنبية".
ميدانيا، قتل جنديان عراقيان وانتحاري بحادثين أمنيين في محافظة نينوى بشمال العراق الاحد.
وقال مصدر أمني في المحافظة إن" مسلحين مجهولين اطلقوا النار على نقطة تفتيش تابعة للجيش في ناحية العياضية غرب الموصل؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصرها في الحال".
من جهة أخرى، قتل الجيش انتحاريا وفجر سيارته عند مدخل قضاء تلعفر غرب الموصل.