تتالت في الفترة الأخير أحداث العنف بين طلبة في الجامعة
التونسية، آخرها مواجهات اليومين الماضيين باستعمال الاسلحة البيضاء بين شباب حزب العمال التونسي (اتحاد الشباب الشيوعي اليساري) وطلبة حزب الوطد (حزب يساري) انتهت بتعنيف الأمينة العامة للاتحاد العام لطلبة تونس أماني ساسي، الطالبة بكلية الحقوق بتونس العاصمة، مسرح المواجهات.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الوطني الـ25 للاتحاد العام لطلبة تونس المنعقد في النصف الأول من العام الماضي قسّم المنظمة الطلابية إلى شقين، أحدهما يقوده وائل نوار والآخر بقيادة أماني ساسي. وكلاهما يعتبر نفسه الممثل الشرعي للطلبة وينفي الصفة عن الآخر، وهو ما فتح الباب أمام وابل من الاتهامات بالتخوين بين الطرفين، يتطور من حين إلى خر إلى
اشتباكات مادية، ليصبح العنف المتبادل الميزة الأقوى التي تحكم العلاقة بين الشقين منذ سنوات بحسب مراقبين محليين.
وقالت أماني ساسي في تصريح لـ"عربي 21" إنها تعرضت "للضرب المبرح والركل والتعنيف على مستوى الرأس والبطن" من قبل ثلاثة شبان منتمين إلى الاتحاد العام للطلبة (شق وائل نوار) ليلة السبت الماضي، ساعدهم في ذلك مجموعة من الشباب من جامعة أخرى. وأشارت ساسي إلى أنها سبق وتلقت العديد من التهديدات بالتصفية الجسدية من طرف "مجهولين" فما كان منها إلا اعلام السلطة الأمنية بذلك وتنبيه زملائها إلى ضرورة تفادي الاستفزازات التي تجر للعنف خوفا من أن تتطور الأمور إلى منحى غير محمود. لكن المسؤولين الأمنيين "لم يحركوا ساكنا في اتجاه حماية ساسي من تلك التهديدات" على حد تعبيرها.
من ناحيته، نفى وائل نوار أن يكون الشق الذي يقوده مسؤولا عن تعنيف "زميلته" أماني ساسي، قائلا في تصريحه لـ"عربي21": "لا وجود للعنف من طرفنا، وأتحدى أي جهة رسمية تثبت تورطنا في الاعتداء العنيف هذا"، معتبرا إلى أن ساسي تعرضت لانهيار عصبي لا يد لأحد الطلبة فيه.
كما حمّل نوار المنظمة الطلابية الثانية وهي الاتحاد العام التونسي للطلبة (متكونة من طلبة ذوي انتماءات اسلامية) مسؤولية التوتر، الهدف منه حسب ما جاء في حديث نوار "اختراق الاتحاد العام لطلبة تونس وإضعافه والوقوف في طريق دفاعه عن حقوق الطلبة قبيل انتخابات المجالس العلمية التي وقع تأجيلها إلى أجل غير مسمى على اثر الأحداث الأخيرة، بعد أن كانت مقررة يوم الجمعة القادم" حسب قوله.
وتحدد هذه الانتخابات المنظمة الرسمية التي ستمثل الطلبة في المفاوضات مع الدولة في شأن تحسين الظروف الدراسية والاجتماعية والمادية للطلبة، أي أنها الشق النقابي المدافع عن حقوق الطلبة في الجامعة التونسية.
وعلّق الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة (المنظمة ذات المرجعية الإسلامية) راشد الكحلاني على تأجيل الانتخابات بالأمر "غير المقبول"، مضيفا: "نحن سائرون نحو الضغط على الادارة المعنية لتعيين موعد قريب لهذه الانتخابات".
وأكد الكحلاني في تصريحه لـ"عربي21" إن منظمته بعيدة عن الصراع داخل الاتحاد العام لطلبة تونس ولا يتحمل مسؤولية ما حدث لا من قريب ولا من بعيد، "ومن غير المقبول الزج بنا في صراع لا يخدم مصلحة الطالب بأي شكل".
هذا ويعمل الكحلاني وزملاؤه على تنفيذ مخطط للقضاء على العنف في صفوف العمل النقابي الجامعي عن طريق التحسيس بمخاطر الصدام المادي وأضراره على حقوق الطلبة، كما يقولون.