أجبر صناع فيلم "
نوح" الذي كلف 125 مليون دولار أمريكي على وصف فيلمهم بأنه "أقل التزاما بالرواية التي وردت في الأنجيل عن الطوفان" وهذا راجع إلى أن الفيلم الذي صدر قرار بمنع عرضه في مصر الأسبوع الماضي لم يعد مثار جدل بين المسلمين الذين احتجوا على تصوير النبي نوح في الفيلم الذي يقوم ببطولته الممثل المعروف رسل كرو ولكنه بات مثار جدل بين المسيحيين الذين اتهموا الشركة المنتجة للفيلم "باراماونت بيكتشرز" بعدم الإلتزام بالرواية المسيحية التي وردت في الإنجيل عن الطوفان والنبي نوح.
وهذه آخر ملامح الجدل حول الفيلم الذي عانى من تأخير في عرضه في دور العرض السينمائي بسبب إعصار ساندي والمعركة التي خاضها مخرج الفيلم دارين آرونفيسكي مع الشركة المنتجة حول النسخة الأصلية.
وتقول صحيفة "اندبندنت" البريطانية إن آخر مشاكل الفيلم هي رفض المسلمين للرواية التي أظهرتها ملحمة الطوفان حيث تبعت كل من قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة مصر في منع عرض الفيلم ويتوقع أن تلحق بهم كل من الكويت والأردن. وذكرت الصحيفة بيان الأزهر الذي ذكر في حيثيات رفضه للفيلم إنه "يناقض تعاليم الإسلام".
وكانت تأمل الشركة بالحصول على دعم من المسيحيين في أمريكا للفيلم لكن أملها خاب حيث عبرت مجموعة من الجماعات المسيحية عن انتقادها للفيلم لأن مخرجه لم يتبع الرواية التي وردت في الإنجيل حرفيا، وهناك من رأى أن المخرج لم يكن موفقا في تصويره للنبي نوح، حيث بدأ النبي شخصا "قاتما ومظلما".
وقد دفعت هذه الإنتقادات بالشركة لوضع توضيح على الفيلم وقالت فيه إنه "استلهم قصة نوح، وعلى الرغم من تحرر المخرج فنيا إلا أنه كان صادقا مع روح وقيم القصة التي تعتبر حجر الزاوية لإيمان ملايين الناس حول العالم".
وأشارت الصحيفة إلى مواجهات بين المخرج والشركة حول النسخة النهائية، ذلك أن باراماونت بيكتشرز عبرت عن مخاوفها من أن يؤدي الفيلم لاشعال غضب الجماعات المسيحية المحافظة. وعليه قامت ببعض التغييرات على النسخة الأخيرة حتى تجذب المتدينين.
وفي الوقت الذي جاءت فيه نسخة أرونوفيسكي في ساعتين قامت الشركة بفحص نسخة بديلة مدتها 86 دقيقة تبدأ بمونتاج يصور شخصيات دينية في البداية وتنتهي بأغنية روك مسيحية.
ولم تنجح التجربة هذه مما دعا بالشركة للعودة لنسخة أرونوفسكي. وقال الأخير لمجلة "هولوود ريبورتر" "لقد حاولوا جهدهم وعادوا في النهاية، وبالطبع شعرت بالغضب".
وأضاف "نوح هو أقل فيلم التزمت به بالرواية الدينية ولا يهمني أبدا فحص الفيلم".
وطلب من المخرج الذي أخرج أفلاما مثل "البجعة السوداء" و "المصارع" أن يصنع فيلما يصلح لمشاهدة من هم في سن الـ 15 أو أكبر ولكنه قال إنه يريد عمل فيلم يعالج قضايا البيئة "وأعتقد أن نوح كان أول مدافع عن البيئة".
وفي تصريحات لمجلة "فيريتي" قال إن الفيلم "عمل للمؤمنين وغير المؤمنين"، مؤكدا أنه كان مهتما بجذب غير المؤمنين أو من هم أقل تدينا لمشاهدة الفيلم.
ولا يعتبر فيلم أرونوفسكي الأول الذي يثير جدلا دينيا فقد أثار فيلم مارتن سكورسيزي "الإغراء الأخير للمسيح" عندما بدأ عرضه في عام 1988 حيث قوطع في الولايات المتحدة وعدة دول ومنع في تركيا والمكسسك، وكذا فيلم ميل غيبسون "آلام السيد المسيح" (2004).
يذكر أن الفيلم يضم نخبة من الممثلين مثل الممثلة الرئيسية جنيفر كونولي، إضافة لانطوني هوبكنز وإيما واتسون وري وينتسون، وسيعرض في
بريطانيا في بداية نيسان/ إبريل المقبل.