أكدت أوكرانيا أنها لن تتدخل عسكريا لمنع ضم شبه جزيرة القرم إلى
روسيا، وذلك بعد أن تبنى برلمان شبه الجزيرة إعلان الاستقلال عن أوكرانيا، وسط تلويح أوروبي بفرض عقوبات على روسيا التي تتهم بالتدخل العسكري في القرم.
وقال الرئيس الأوكراني الانتقالي ألكسندر تورتشينوف لوكالة الأنباء الفرنسية، إن كييف لن تتدخل عسكريا لمنع ضم القرم إلى روسيا، مشيرا إلى أن مثل هذا التدخل سيعرض الحدود الشرقية لأوكرانيا للخطر، وهو ما قال إن العسكريين الروس يراهنون عليه.
وأقر برلمان القرم بأغلبية 78 نائبا من جملة مائة نائب، إعلانا بشأن استقلال الإقليم -المتمتع بالحكم الذاتي- عن أوكرانيا، ونيته الانضمام لروسيا.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن متحدث باسم البرلمان، أن الإعلان ضروري من أجل الإجراءات القضائية الخاصة بانضمام القرم لروسيا، والاستفتاء بشأن وضع القرم.
مجموعة السبعة تحذر روسيا بشأن محاولات "ضم" القرم
وفي سياق متصل، دعا رؤساء وقادة الدول الصناعية السبع الكبرى، روسيا إلى وقف محاولتها لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها.
جاء ذلك في بيان أصدرته المجموعة التي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة.
وأنذر البيان روسيا بأن اتخاذ أي إجراء بشأن
التدخل العسكري في أوكرانيا سيدفعها إلى "اتخاذ إجراءات مضادة بشكل فردي وجماعي".
وأشار قادة
مجموعة السبع إلى أنهم لن يعترفوا بنتائج الاستفتاء المقرر الأحد حول "انفصال القرم".
في غضون ذلك، حذر رئيس الأمن الوطني الأوكراني أندري باروبي، من ارتفاع وتيرة التعزيزات الروسية على الحدود مع بلاده.
وقال باروبي إن موسكو لم تسحب قواتها منذ أن قامت بتدريبات عسكرية بالقرب من الحدود الجنوبية والشرقية للبلاد.
وأضاف أن القوات الروسية موجودة على بعد ثلاث ساعات سيرا من أوكرانيا، مشيرا إلى أن الوحدات العسكرية الأوكرانية اتخذت أوضاع الاستعداد التي ستمكنها من صد الضربات من أي اتجاه.
تتار القرم قلقون بشأن مصير الجالية المسلمة
في سياق متصل آخر، يجري ممثل رفيع المستوى للأقلية التتارية في القرم محادثات في موسكو، وسط قلق بشأن مصير الجالية المسلمة، في وقت أخذت تسيطر فيه روسيا على الإقليم الأوكراني.
وسيعقد مصطفى سيميلف، الرئيس السابق لمجلس الأقلية التركية التتارية في القرم، وعضو برلمان أوكرانيا الاتحادي عن حزب رئيسة الوزراء السابقة، يوليا تيموشينكو، المعروف باسم باتكيفتشينا، محادثات في موسكو بشأن الوضع في القرم.
وقد وافقت السلطات الجديدة في أوكرانيا على زيارته لموسكو، بحسب ما ورد في بيان أصدره مجلس تتار القرم.
وأكد متحدث باسم الرئيس بوتين أن سيميلف، دعي إلى زيارة روسيا لإجراء محادثات، لكن المتحدث لم يدل بأي تفاصيل أكثر، بحسب ما قالته وكالة إنترفاكس الروسية.
ومن المقرر أن يجري إقليم القرم استفتاء على الانضمام إلى روسيا في 16 آذار/ مارس، يتوقع بعده اندماج الإقليم بسرعة إلى الأراضي الروسية.
وقد عبر تتار القرم، الذين لا يزالون تقليديا داعمين أقوياء لاستقلال أوكرانيا، عن قلقهم حيال التدخل الروسي.
وتسود الريبة من موسكو بين أبناء الجالية التتارية في القرم، التي أجبرها ستالين على النزوح إلى آسيا الوسطى خلال الحرب العالمية الثانية، ولم تعد إلى موطنها إلا في أواخر الثمانينيات.
لكن مسؤولين في إقليم تترستان الروسي، الذي يتمتع بحكم ذاتي داخل روسيا، سعوا إلى طمأنة تتار القرم قائلين بأنه ليس هناك داع للقلق.
مذكرة اعتقال روسية ضد دميترو ياروش
وفي موسكو أصدرت محكمة روسية مذكرة اعتقال للزعيم الأوكراني اليميني المتطرف دميترو ياروش غيابيا لاتهامه بالتحريض على الإرهاب، وهذه خطوة رمزية تدعم رأي موسكو في أن "متطرفين" استولوا على السلطة في أوكرانيا المجاورة.
وقالت وكالات الأنباء الروسية، إن محكمة منطقة باسمني في موسكو أصدرت حكما بوجوب القبض على ياروش، أحد أكثر الزعماء نفوذا في حركة الاحتجاج التي أسقطت الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، لـ"دعواته العامة لأنشطة إرهابية ومتطرفة عبر وسائل الإعلام".
وكانت السلطة الجديدة في أوكرانيا، قد أصدرت مذكرات اعتقال للزعماء الموالين لروسيا في إقليم القرم الجنوبي قبل إجراء الاستفتاء الذي طالب بانضمام الإقليم إلى روسيا.
وقد ركزت روسيا على ياروش، الذي ترأس حركة اليمين في البرلمان، والذي صرح بأنه سيترشح لرئاسة أوكرانيا، باعتباره مثالا لمن وصفتهم بالمتطرفين الذين قادوا "انقلابا" ضد الدستور في أوكرانيا.
وقد اتهمت حكومة أوكرانيا والقادة الغربيون مسؤولين روسا، ووسائل إعلام، بتشويه الحقائق لإعطاء الرئيس فلاديمير بوتين تبريرا لاحتلال أوكرانيا لحماية الروس فيها.