دعا رئيس حركة مجتمع السلم
الجزائرية المعارضة (
الإخوان المسلمون) عبد الرزاق مقري الاثنين
الحكومة إلى
الاستقالة؛ بسبب ما وصفه بـ"الفشل" في وقف
الصدامات العرقية في مدينة غرداية جنوب البلاد، متسائلا: "هل عرفت الجزائر مخاطر كالتي تعيشها في هذا العهد، وهل توجد في الجزائر جهة غير نظام الحكم يهدد هذا البلد؟".
وقال مقري في صفحته الرسمية على "فيس بوك": "حتى إذا أحسنّا الظن بنوايا الحكومة عبد الملك سلال (رئيس الحكومة السابق، ومدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة)، فإن العجز عن حل مشكل غرداية، والهفوة الكبيرة بحق جزء أصيل من الشعب الجزائري، يوجب على هؤلاء جميعا أن يستقيلوا من مهامهم، ويختفوا عن الأنظار لعل الأوضاع تهدأ".
وتشهد مدينة غرداية (600 كلم جنوب العاصمة) صدامات عرقية منذ الأربعاء الماضي بين الأغلبية العربية السنية والأقلية الإباضية، خلفت ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى وحرق وتخريب الممتلكات.
ودفع الأمر الحكومة إلى إرسال تعزيزات أمنية كبيرة لاحتواء الوضع المتأزم أصلا منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
وكانت الحكومة أشرفت قبل شهرين على اتفاق لتهدئة الوضع بين الجانبين، إلا أنه لم يكتب له النجاح.
وأضاف مقري: "غرداية تنزف، وكل مؤسسات الدولة مسخرة لتمرير العهدة الرابعة (ترشح بوتفليقة لولاية رابعة)، ولا يتحركون إلا حينما تتفاقم الأمور".
وتابع: "شعب غرداية عاش في أخوة ووئام منذ قرون يصل إلى هذا الحد من الاحتراب في آخر عهد الرئيس المرشح، بل بلد بكامله مهدد بالتفكك؛ بسبب الفساد والفشل".
وبشأن تصريحات سلال المعروف بـ"السياسي المازح"؛ لكثرة نكته التي تثير الضحك، والذي قلل مازحا من قيمة سكان المحافظات التي يقطنها الأمازيغ المعروفين باسم الشاوية، والتي تسببت في خروج المئات إلى الشوارع؛ للتنديد بتصريحاته، قال مقري: "أما بخصوص التندر عن الشاوية، حتى وإن سلمنا بأنها مجرد مزحة، فهذا يدل على غياب ثقافة الدولة، وعدم التحلي بالمسؤولية، وعدم إعطاء المنصب حقه؛ لأن مزحة المسؤول ليست كمزحة الإنسان العادي".
واعتبر مقري أن "في الدول التي تحترم نفسها خطأ جسيم مثل هذا يستدعي الاستقالة، على كل حال لو كان الذين كلفوه بإدارة حملة بوتفليقة يحسبون حساب الصوت الانتخابي لأقالوه من هذا المنصب، ولكن صوت الشعب -سواء كانوا عربا أم أمازيغ- لا يهم في هذا الوطن، ونتائج الانتخابات يصنعونها كما يحبون، ولذلك يفعلون ما يشاؤون".
وقال: "من أراد أن يعاقب هذا النظام على هذه الويلات التي يصنعها، فليقاطع الانتخابات ويتركهم وحدهم مع عرسهم".