شجع وزير الحرب
الإسرائيلي موشيه
يعلون عملية عسكرية إسرائيلية أحادية الجانب ضد المنشآت النووية في
إيران، خلال اجتماع عُقد في جامعة "تل أبيب"، الاثنين، حيث أشار إلى أنه لا يمكن لإسرائيل أن تعتمد على الولايات المتحدة بهذا الشأن.
ونقلت وكالة "صفا" الفلسطينية عن صحيفة "هارتس" الإسرائيلية أن يعلون غير من موقفه بعد أن كان في الماضي يعارض بشدة شن هجوم إسرائيلي منفرد ضد إيران، وقالت في عنوانها الرئيسي صباح الثلاثاء، أن يعلون ألمح إلى ذلك.
ورأت الصحيفة أن أقوال يعلون تعبر عن تغير موقفه حيث كان قد اصطدم مع وزير الجيش السابق، ايهود باراك، الذي يؤيد هجوما كهذا، وأن يعلون أصبح الآن يؤيد موقف رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
ووجه يعلون انتقادات شديدة لأداء الإدارة الأمريكية في الموضوع الإيراني وألمح إلى أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يفضل إبقاء القرار بشأن مهاجمة إيران بأيدي الرئيس الأميركي المقبل.
واعتبر يعلون أن "الجميع يعلم أن إيران تراوغ لكن المسؤولين الغربيين المتخمين يفضلون إرجاء المواجهة، للعام المقبل إذا أمكن، أو لمن سيخلفهم في المنصب لكن الأمور ستنفجر في نهاية المطاف".
أمريكا تظهر ضعفا
ولم تنحصر انتقادات يعلون للولايات المتحدة في الموضوع الإيراني، وإنما اعتبر أن الولايات المتحدة تظهر ضعفا في جميع المناطق في العالم، وقال إن "المعسكر السني المعتدل في المنطقة توقع أن تدعمه الولايات المتحدة مثلما تدعم روسيا المحور الشيعي".
"أنا أسمع أصواتا تعبر عن خيبة أمل في المنطقة"، قال يعلون، مضيفا "لقد زرت سنغافورة وسمعت خيبة أمل حول تعاظم قوة الصينيين وضعف الأمريكيين، وانظروا إلى ما يحدث في أوكرانيا، فالولايات المتحدة تبث ضعفا هناك لأسفي".
وانتقد يعلون رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، قائلا: "يوجد لدينا مشكلة خطيرة تتمثل باتهام الذات… وهناك أوساط يلتقي فيها إسرائيليون وعرب، والعرب يتهمون اليهود واليهود يتهمون أنفسهم".
وأضاف مهاجما ليفني دون ذكر اسمها: "توجد جهات في الحكومة فقدت التوازن وتتهمنا بفشل المفاوضات مع الفلسطينيين وهم يقولون لماذا نبني المستوطنات، وعندها يصبح مريحا لجميع أولئك من الخارج مهاجمتنا، وتوجد بيننا اتهامات كثيرة ضد أنفسنا وهذه تجذب النيران نحونا وتدفع جهات إلى ممارسة ضغوط علينا ومطالبتنا بتقديم تنازلات".
إسرائيل لا تريد الاعتماد على أمريكا
وفي ذات السياق، قال يعلون، إن على إسرائيل أن تعتمد على نفسها في التعامل مع الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى أنه "لا يعتمد على الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الشأن".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء، عن يعلون قوله: "لقد اعتقدنا أن الطرف الذي من الممكن أن يقود الحملة ضد إيران هي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في مرحلة معينة فإن الولايات المتحدة دخلت في مفاوضات معهم (إيران)، وللأسف فإنه عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع طهران فإن الإيرانيين هم أفضل".
وأضاف يعلون في لقاء له في جامعة "تل أبيب" الاثنين، "علينا أن نتصرف وكأن ليس هناك من يهتم لأمرنا، وأن نتصرف بأنفسنا".
وفي إشارة انتقاديه للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال الوزير الإسرائيلي، "الناس يعرفون بأن إيران تغش، ولكن الغربيين يفضلون عدم المواجهة، إذا ما كان ذلك ممكناً إلى العام المقبل، أو لحين قدوم رئيس جديد، ولكن في النهاية فإن الأمر سينفجر".
وتابع، "لقد كانت إيران راكعة بسبب الضغط الاقتصادي، والعزلة السياسية الكبيرة، والخشية من الانفجار الداخلي، والتهديد العسكري، وقد قادت إيران بذكاء دفاع الابتسامات".
ويتهم مسؤولون إسرائيليون إيران بـ"إخفاء مواقف معادية خلف ابتسامات الرئيس الإيراني، حسن روحاني".
واستطرد يعلون قائلا: "لقد كان هناك تأجيل في البرنامج النووي (الإيراني)، ولكن الاتفاق الموقع بين إيران والقوى الدولية في جنيف في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي "مريح جدا للإيرانيين، فيمكنهم متى أرادوا أن يحققوا الانطلاقة في القنبلة النووية".
وتتهم إسرائيل، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تردد الأخيرة أن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، مثل إنتاج الطاقة الكهربائية.
في المقابل، تتهم طهران تل أبيب بتحريض الغرب على البرنامج النووي الإيراني، لصرف الأنظار عن الترسانة النووية الإسرائيلية الضخمة وغير الخاضعة للرقابة الدولية، بحسب مسؤولين إيرانيين.