كشفت مصادر صحفية عبرية، النقاب عن قيام الحكومة
الإسرائيلية بالتوسّط لدى الإدارة الأمريكية ومطالبتها بمواصلة عمليات تسليح الجيش
المصري وتزويده بآليات عسكرية تمكّنه من استكمال عملياته الأمنية في شبه جزيرة سيناء لـ "القضاء على المنظمات الإرهابية" فيها.
وبحسب ما أوردت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر، الأربعاء،19 آذار/ مارس، فإن الحكومة الإسرائيلية توجّهت إلى مسؤولين في الإدارة الأمريكية وأعضاء كبار في الكونغرس بطلب تزويد الجيش المصري بعشر مروحيات هجومية متطورة من طراز "أباتشي"، وذلك في مسعى لـ "ضمان استمرار عمليات الجيش العسكرية لمكافحة منظمات الجهاد العالمي في شبه جزيرة سيناء، وبالتالي تحسين الأوضاع الأمنية في المنطقة بأكملها"، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي كبير، ما مفاده بأن سفير تل أبيب لدى الولايات المتحدة الأمريكية رون ديرمر بحث مسألة تسليح الجيش المصري مع مجموعة من الدبلوماسيين الإسرائيليين وأعضاء في الكونغرس ومسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، مضيفاً "السفير الإسرائيلي في واشنطن قام بمحاولات إقناع مكثّفة للكونغرس ضد إلغاء صفقة مروحيات الأباتشي المقرّر تزويد الجيش المصري بها"، وفق قوله.
وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن مداولات مشابهة تجري في أروقة البيت الأبيض والبنتاغون بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين رفيعي المستوى.
يُشار إلى أن تياراً معارضاً في الكونغرس الأمريكي مؤلف من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري يدفع باتجاه منع استئناف المساعدات العسكرية للجيش المصري التي أعلنت واشنطن تجميدها عقب الانقلاب وعزل الرئيس محمد مرسي مطلع تموز (يوليو) الماضي، حيث يربط هؤلاء استئناف تقديم هذه المساعدات بإجراء انتخابات ديمقراطية في مصر تضمن انتقال الحكم من الجيش إلى حكومة مدنية وديمقراطية.
ومن الجدير بالذكر، أن علاقات التعاون الأمني بين القاهرة وتل أبيب شهدت تحسناً ملحوظاً منذ الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث بذلت الأخيرة جهوداً مكثّفة في محاولة لمنع تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش المصري في بداية الأمر، وتواصل الآن مساعيها لإقناع الكونغرس باستئناف تقديم هذه المساعدات.
وكان وفد من كبار الضباط في الجيش ومسوؤلين في وزارة الخارجية المصرية قد زار تل أبيب مؤخراً والتقوا على مدار أسبوع كامل بمسؤولين إسرائيليين بحثوا معهم مسائل أمنية.