استبعدت
الولايات المتحدة احتمال استخدام القوة العسكرية في الأزمة المتصاعدة مع
روسيا رغم انضمام منطقة القرم الأوكرانية إليها. وتعهدت بالاستمرار في الضغط السياسي على موسكو.
ويتوجه بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة إلى روسيا وأوكرانيا، في محاولة لترتيب حوار مباشر بين الدولتين.
وشهد مجلس الأمن جلسة عاصفة تبادلت فيها الولايات المتحدة وروسيا الانتقادات اللاذعة بشأن الأزمة الأوكرانية والتطورات في شبه جزيرة القرم.
وقال أوباما في مقابلة تليفزيونية إنه لا أحد يريد "إشعال حرب مع روسيا"، مشيرا إلى أن مثل هذه الحرب لن تكون في مصلحة أي طرف.
وتعهد باستمرار الضغط على روسيا أملا في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
وعبر الرئيس الأمريكي عن اعتقاده بأن تصرفات نظيره الروسي في الأزمة تنم عن ضعف وليس قوة.
مفترقات طرق
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام سوف يلتقي بالمسؤولين الروس بما فيهم الرئيس فلاديمير بوتين الخميس في موسكو، كما سيجري مباحثات مع رئيس ورئيس وزراء أوكرانيا في كييف الجمعة.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية، إن بان كي مون "أوضح أننا عند مفترق طرق ويجب أن يكون التركيز على الدخول في حوار مباشر بين موسكو وكييف بهدف الاتفاق على إجراءات محددة تمهد لحل دبلوماسي".
وقال فيتالي تشوركين، مندوب روسيا في مجلس الأمن، إن شعب القرم رفع صوته ومارس حقه في تقرير مصيره.
وأضاف: "ما حدث بالأمس هو حدث تاريخي فعلي يتمثل في إعادة توحيد القرم الروسية (مع روسيا)، وهو أمر ترقبه شعبانا لستة عقود".
واعتبر تشوركين انضمام القرم إلى روسيا "متوافقا مع القانون الدولي ومع إجراءات الديمقراطية وبدون تدخل خارجي".
وتابع بأن "شعب القرم مارس عبر استفتاء حر ما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والوثائق الدولية الأساسية الكثيرة.. أعني الحق في تقرير المصير".
خيالات واستفتاء زائف
وردت عليه سامنثا باور، مندوبة أمريكا، بأن ما أُطلق عليه استفتاء هو "زائف"، وأن ما قاله السيد تشوركين يعكس خيالا أوسع من خيال أديبي روسيا العملاقين تولستوي وتشيكوف.
وقالت باور موجهة كلامها للحاضرين في الاجتماع: "روسيا مشهورة بعظمتها في الأدب وما سمعتموه توا من السفير الروسي يكشف قدرة على الخيال أعظم من قدرة تولستوي وتشيكوف".
وأضافت أن روسيا "قررت على ما يبدو إعادة رسم حدودها غير أنها لا تستطيع إعادة كتابة الحقائق".
وكررت باور انتقادات واشنطن "للتدخل العسكري والاستيلاء على الأراضي" في القرم.
واعتبرت أن "هذه الأفعال تنتهك سيادة وسلامة ووحدة أراضي أوكرانيا والاتفاقات الملزمة لروسيا والقانون الدولي والإرادة الواضحة لمعظم أعضاء هذا المجلس ونص وروح ميثاق الأمم المتحدة".
يذكر أن كل الأعلام والرموز الأوكرانية أزيلت، ورفعت مكانها أعلام روسيا فوق مقر قيادة البحرية الأوكرانية في مدينة سيفاستوبول في القرم.