في افتتاحيتها ناقشت صحيفة "إندبندنت" البريطانية نظرية أن "الحرب على الإرهاب" فشلت. وزعمت بأن
بريطانيا والولايات المتحدة وحلفاءهما دعموا المجموعات الجهادية، كما فعلوا في أفغانستان خلال الثمانينيات.
وقالت الصحيفة إن المجموعات الشبيهة بالقاعدة "تسيطر على مساحة بحجم بريطانيا في غرب العراق وشرق سوريا بعد 12 سنة من أحداث 11 سبتمبر. وإذا ضممنا إلى ذلك أفغانستان وليبيا والصومال، فسيزيد حجم المنطقة التي تسيطر عليها عن حجم المملكة المتحدة".
وتضيف "والغريب أن يحصل هذا التمدد الكبير للمجموعات الجهادية في الوقت الذي تقوم خلاله الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بـ"حرب على الإرهاب".
فقد صُرفت أموال طائلة باسم هذا الصراع؛ وشنت حروب في العراق وأفغانستان؛ وقلصت الحريات المدنية؛ وتم تبرير التعذيب والتسليم والاعتقال دون محاكمة، والتجسس الداخلي، لكن محاولة القضاء على العدو المفترض فشلت تماما".
وتشير الصحيفة إلى جذور هذا الفشل من خلال التحقيق الذي نشرته على خمس حلقات، وأعده باتريك كوكبيرن هذا الأسبوع.
وتقول "كان الهدف من هذه السلسلة من المقالات عكس مدى قدرة تلك المجموعات؛ الشبيهة من ناحية الفكر وأساليب العمل إلى
القاعدة التي أسسها أسامة بن لادن، على البقاء، بل والنمو بحيث أصبحت الآن أقوى من أي وقت مضى".
وترى أن "هذه النتيجة لم تكن حتمية، فالسعودية كانت ضرورية لقيام القاعدة الأصلية. وفي الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي كان 15 من 19 من الخاطفين سعوديين، وأظهر تقرير لجنة التحقيق في أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر أن الممولين الرئيسيين للقاعدة كانوا سعوديين.
وإلى هذا اليوم هناك 28 صفحة من التقرير فيها إشارة إلى تورط
السعودية لم تنشر. لكن بوش لم يسع إلى تحميل السعودية أية مسؤولية، ما مكنها من الاستمرار في لعب دور مركزي في تمويل وتجنيد الجهاديين في العالم الإسلامي.
وبدلا من ذلك سعى بوش لتوجيه أصابع الاتهام في أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلى صدام حسين العراق دون أدنى دليل على ذلك".
وتعلق أيضا قائلة إن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة والدول المتحالفة معهما دعمت المجموعات الجهادية، وبدت وكأنها معهم منذ بداية الربيع العربي كما فعلوا في أفغانستان في الثمانينيات، فقد تم النظر إلى المجموعات الليبية والسورية الثائرة، والتي تشبه القاعدة بتسامح نظرا لمعارضتها للقذافي والأسد.
ودفع السفير الأمريكي كريستوفر ستفنس حياته ثمنا لاستخفاف واشنطن بالخطر الذي يشكله الجهاديون الذين تعاونت معهم".
ويعكس استعداد أمريكا وبريطانيا للتعاون مع أنظمة ثيوقراطية وراثية في السعودية والخليج، مع محاولتهما الظهور بمظهر من تريدان تحقيق الديمقراطية العلمانية في سوريا وليبيا والعراق، يعكس أحد وجوه النفاق.
أضف إلى ذلك إصرارهما على رفض الاعتراف بأن الحكام السنّة معادون للشيعة. وتنضح دعاية الكراهية من الدعاة السعوديين على الفضائيات الممولة تمويلا جيدا، وعلى "فيس بوك" و"يو تيوب" و"تويتر"، والإنترنت بشكل عام".
وتختم بالقول إن السبب الذي يجعل واشنطن ولندن ودولا أخرى تتعامل بلطف مع السعوديين وحلفائهم، رغم تورطهم في دعم الحركات الجهادية هو حجم السعودية المالي، وتعطش الغرب لعقود صفقات الأسلحة، وإغراء العقود الاستشارية ومصالح شخصية أخرى لذوي النفوذ.
وتضيف قائلة "فشلت الحرب على الإرهاب، وفشلت دون داع لفشلها. ولو تكررت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فيجب تحميل المسؤولية لمن تسبب في الهزيمة".