يعتقد بعض محللي المخابرات الأمريكيين ومسؤولي الأمن في الشرق الأوسط أن شحنة صواريخ ضبطتها البحرية
الإسرائيلية في البحر الأحمر هذا الشهر كانت في طريقها إلى شبه جزيرة
سيناء المصرية، وليس إلى قطاع غزة كما تقول إسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي ومصدران إقليميان غير إسرائيليان إن إسرائيل بدت مصممة على أن الشحنة كانت في طريقها إلى غزة كي تتجنب إحراج الحكومة المصرية التي يؤيدها الجيش والتي تكافح لفرض النظام في سيناء.
ولا تتردد إسرائيل في تسليط الضوء على ترسانة الصواريخ لدى حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة هناك، والتي تشتبك معها بشكل متكرر.
وقال مصدر لـ"رويترز": "لو قال الإسرائيليون إن الصواريخ كانت في طريقها إلى سيناء كان سيتعين عليهم بعد ذلك أن يقولوا من سيتلقى هذه الصواريخ في سيناء"، مضيفا أن مثل هذا التصريح سيلفت الانتباه إلى المسلحين الذين يقاومون العملية الأمنية المصرية في شمال سيناء.
وتقول إسرائيل إن صواريخ "إم 302" سورية الصنع وغيرها من الذخائر كانت مخبأة على السفينة "كلوس سي" التي كانت ترفع علم بنما أثناء رسوها في إيران.
وجرى اعتراض السفينة في الخامس من آذار/ مارس وهي في طريقها إلى السودان، حيث تقول إسرائيل إن الأسلحة كان سيتم تفريغها من السفينة ونقلها بشاحنات إلى غزة عبر مصر وهو طريق معتاد للتهريب.
ونفت إيران و"حماس" مزاعم إسرائيل التي رددها حلفاؤها الغربيون، وقالتا إنها مزاعم مختلقة.
وامتنع مسؤولون مصريون عن التعليق قائلين إنهم لا يعلمون شيئا عن الصواريخ.
وكان الموقف الإسرائيلي غامضا في العلن بشأن الكيفية التي ستدخل بها الصواريخ البالغ طولها 5.5 مترا إلى غزة.
فالجيب الساحلي يخضع لرقابة إسرائيلية كثيفة وفرضت القاهرة إجراءات صارمة عند الحدود المصرية مع غزة وهدمت الكثير من أنفاق التهريب هناك.
وسئل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بعد الإمساك بالسفينة عن الفصيل الفلسطيني الذي كان سيتلقى السلاح فقال: "لا أعرف ولكن من الواضح أن هذه (الشحنة) كان من المفترض أن تصل إلى جماعات إرهابية في قطاع غزة.. الطريق معروف جيدا ويبدو أنهم حاولوا إحياءه".
وقال ضابط في الجيش الإسرائيلي شارك في التخطيط لاعتراض الشحنة في البحر إنه في الشهر الذي سبق الحادث "لم أسمع أحدا يتحدث ولو مرة واحدة عن أي وجهة نهائية لهذه الأسلحة سوى غزة".
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن أكدت أن سوريا وإيران هما مصدر الصواريخ، وإنها تعتقد أنها كانت ستستخدم ضد إسرائيل.
لكن المسؤول أوضح أن نصف محللي المخابرات الأمريكيين يعتقدون أن الأسلحة كانت في طريقها إلى سيناء وليس غزة.
وأضاف المسؤول "عندما تنظر إلى هذه الأشياء سيكون من الواضح أنه لا يمكن إدخالها إلى غزة"، مشيرا إلى أن صواريخ "إم 302" ليست مصممة بحيث يكون بالإمكان تفكيكها لتسهيل تهريبها.
وقالت إسرائيل أنها عثرت أيضا على 181 قذيفة "مورتر" على متن السفينة ذاتها بالإضافة إلى نحو 400 ألف طلقة.
ووافق مسؤول أمريكي على أن قذائف "المورتر" كان من المفترض أن تصل إلى غزة قائلا :"يمكن أن يوضع أي من هذه القذائف في حقيبة تحمل على الظهر".
لكنه أضاف أن الذخائر ربما كانت ستنقل إلى عميل آخر في مكان آخر في أفريقيا.
وتستطيع صواريخ "إم 302" بمداها الذي يصل إلى 160 كيلومترا أن تضرب تل أبيب أو القدس إذا ما أطلقت من مناطق في سيناء بعيدا عن نظام الرقابة الإسرائيلي بطول الحدود المصرية.
وقال مصدر أمني إقليمي إن إسرائيل لا بد أنها أطلعت مصر على مسألة
ضبط الشحنة ولكن البلدين أبقيا على اتصالاتهما سرية.
ويبغض كثير من المصريين معاهدة السلام التي أبرمت عام 1979 مع إسرائيل ويبغضون تذكيرهم بالتعاون الإسرائيلي في مسعاهم للتصدي للأعمال المسلحة في سيناء.
وقال مصدر مطلع إن ضباطا في الجيش المصري زاروا إسرائيل قبل أسبوعين في إطار اجتماعات أمنية "روتينية" جرى اصطحابهم إلى أم الرشراش لمشاهدة السفينة "كلوس سي" وهي راسية.