شهدت مختلف المحافظات
المصرية، يومي الأحد والاثنين، انقطاعا غير مسبوق في التيار الكهربائي، حيث أظلمت مدن كثيرة في البلاد لمدد طويلة بلغت نحو 6 ساعات.
وقالت وزارة
الكهرباء: "إن شبكة كهرباء مصر سقطت يوم الأحد، بعدما فقدت قدرات إنتاجية ضخمة جراء خروج عدة محطات توليد من الشبكة بالإسماعيلية والقاهرة والجيزة وأسيوط والسويس والقليوبية وبورسعيد بسبب عجز ضخ الغاز.
وأشارت الوزارة في بيان لها، تلقى "عربي 21" نسخة منه، إلى أن شبكة كهرباء مصر تمر بمرحلة عصيبة، نتيجة عجز الغاز والوقود، وعدم تناسب الإنتاج مع الاستهلاك المتزايد"، مؤكدة أن "اتصالات تتم حاليا مع وزارة البترول، لإعادة ضخ الغاز إلى المحطات التي توقفت وخرجت من الخدمة".
وحذر خبراء من أن مصر ستشهد صيفا كارثيا، حيث ستنقطع الكهرباء بمعدلات أكبر بكثير مما هي عليه الآن، بسبب زيادة الاستهلاك في أشهر الصيف.
منع الكارثة
وفي محاولة لمنع الكارثة، يعقد إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الثلاثاء، اجتماعا عاجلا مع وزيري البترول والكهرباء، ومسئولي الوزارتين لبحث أسباب تكرار
انقطاع الكهرباء، والإجراءات اللازم اتخاذها فى هذا الشأن.
وكان محلب قد صرح السبت الماضي، أن مشكلة الكهرباء "متراكمة"، وأن حلها سيتغرق ثلاث سنوات على الأقل، داعيا المواطنين لترشيد الاستهلاك للتخفيف من الأزمة.
وناشدت وزارة الكهرباء المواطنين، "بالتقشف" فى استهلاك الكهرباء وعدم تشغيل الأجهزة التي تستهلك معدلات كبيرة من الكهرباء، في فترة المساء حتى لا يؤدي ذلك لقطع التيار.
وفي سياق ذي صلة، انتقدت حركة شباب 6 إبريل، ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى عن جميع محافظات مصر، وتكرار هذا الانقطاع عدة مرات ولفترات طويلة يومياً، وحذرت من أن توقف عدد كبير من محطات التوليد يوم الأحد ينذر بكارثة قريباً.
وقالت الحركة في بيان لها الاثنين، تلقى "عربي21" نسخة منه: "إن انقطاع الكهرباء يثير استياء المواطنين، خاصة أن فصل الشتاء لم ينته، متسائلة عما سيكون عليه الوضع خلال فصل الصيف، حين يتصاعد الاستهلاك بشكل كبير".
وطالبت الحكومة بالكف عن الوعود الكاذبة، بحل الأزمة "قريبا"، والبدء فوراً فى وضع خطة حل جذري، وإعلان تفاصيل هذه الخطة للشعب عملاً بمبدأ الشفافية، مؤكدة أن الحلول المؤقتة والوعود الوردية لم تعد مجدية.
أبعاد المشكلة
ويقول خبراء "إن أزمة الكهرباء التي تعاني منها مصر، ترجع لعدة أسباب أهمها، عدم إنشاء محطات توليد جديدة بشكل يناسب الزيادة المضطردة في الاستهلاك، فضلا عن عدم صيانة المحطات القائمة بالفعل، وهو ما أدى إلى تهالك عدد منها".
ومن أسباب المشكلة أيضا، نقض إمدادات الوقود اللازم لتشغيل المحطات، بسبب العجز في الموازنة وعدم توافر الأموال اللازمة لاستيراد الوقود من الخارج.
من جهته، قال المهندس شريف إسماعيل وزير البترول: "إن هناك تحركا على خمسة محاور رئيسية لحل الأزمة، تتضمن زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، واستخدام الوقود البديل مثل المازوت والسولار، بالإضافة إلى استخدام مصادر أخرى من الوقود، مثل الفحم فى عدد من الصناعات بديلا عن الغاز الطبيعى، إلى جانب استيراد الغاز الطبيعي المسال، وأخيرا حث المواطنين على ترشيد الاستهلاك من خلال حملة إعلامية".
وأدى امتناع ملايين المصريين عن دفع قيمة فواتير استهلاك الكهرباء منذ ثورة يناير وحتى الآن، بسبب الانفلات الأمني وحملات المقاطعة التي دعا لها رافضو الإنقلاب، أدى إلى نقص كبير في موارد الحكومة اللازمة لتطوير شبكة الكهرباء في البلاد.
وقال أكثم أبو العلا المتحدث باسم وزارة الكهرباء: "إن الحكومة تخسر ما يقارب 1.5 مليار جنيه نتيجة التوصيلات غير المرخصة للكهرباء، في المناطق العشوائية والتي تسبب أيضا حملا زائدا على الشبكات، مشيرا إلى أن الحكومة قررت الاثنين توصيل الكهرباء للمناطق العشوائية لتحصيل قيمة الاستهلاك.
استياء عارم
وأصبح انقطاع الكهرباء المستمر ليلا ونهارا، يمثل أزمة خانقة للمصريين، تؤثر بشكل مباشر على حياتهم ومصالحهم.
ويعاني أصحاب المصانع والورش والشركات وحتى المقاهي، من خسائر فادحة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، كما يشتكى الطلاب من عدم قدرتهم على المذاكرة بسبب انقطاع الكهرباء بصفة مستمرة.
وتسود حالة من
الغضب العارم بين المواطنين، بعد انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة، وسط اتهامات للحكومة بالفشل في تحسين أوضاع المواطنين.
ويقول مؤيدون للإنقلاب: " إن جماعة الإخوان هي المستفيدة من الأزمة سياسيا، حيث تستغل الغضب الجماهيري من انقطاع الكهرباء في زيادة الانتقادات للسلطة الحالية وتتهمها".
وكان إنقطاع الكهرباء ونقص الوقود من أكثر الأزمات التي استغلها الإعلام ومعارضو الرئيس محمد مرسي، في تحريض المواطنين على التظاهر في 30 يونيو، تمهيدا للانقلاب العسكري في 3 يوليو.
ووصلت الأزمة إلى انقطاع الكهرباء عن محافظات بأكملها، مثلما حدث في أسوان حيث انقطع التيار لساعات طويلة مساء الاثنين، وأصبح مشهدا معتادا أن ترى أحياء كاملة غارقة في
الظلام.
وفي حين تنقطع الكهرباء عن أماكن حيوية مثل مطار القاهرة والمستشفيات، كانت المفارقة الغريبة هي انقطاع التيار عن شركة الكهرباء نفسها، مثلما حدث في الاسكندرية.