شهدت السنوات القليلة الماضية تراجعا في عدد
الطلاب الأجانب القادمين للدراسة بالجامعات البريطانية وذلك بسبب القيود الإضافية التي تفرضها وزارة الداخلية على
التأشيرات في محاولة منها للتقليل من عدد المهاجرين إلى
بريطانيا، ويعتبر هذا التناقص الكبير في أعداد الطلاب الأجانب الأول منذ ثلاثين عاما.
وفي تقرير لصحيفة "التايمز" قالت إن النقص الأكبر كان من الهند وباكستان حيث اتجه العديد من طلاب البلدين إلى أستراليا وأمريكا بدلا من بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن هذا التناقص سيبعث على الخشية من أن قوانين الهجرة الصارمة تعرض للخطر قطاعا مهما يعود على البلاد بمليارات الجنيهات.
وكما يبدو أن رفع
رسوم الجامعات لثلاثة أضعاف (9000 جنيه استرليني) دفع الطلاب من أوروبا للعزوف عن الدراسة في الجامعات البريطانية حيث انخفض بمقدار الربع عدد المسجلين للدراسة الجامعية من الاتحاد الأوروبي لعام 2012/2013 وهي السنة الأكاديمية الأولى التي تطبق فيها الرسوم الجديدة.
وتعكس هذه الأرقام بحسب تحليلات مجلس تمويل
التعليم العالي أول تراجع في عدد الطلاب الأجانب الملتحقين بالجامعات منذ 29 عاما.
كما وتراجع عدد طلاب الدراسات العليا الأجانب بنسبة 1% بين 2010- 2012 مقارنة مع نمو من خانتين في السنوات السابقة.
وتراجع عدد الطلاب من الهند وباكستان إلى النصف خلال نفس الفترة بينما ازداد عدد الذاهبين منهم إلى دول أخرى.
ويذكر التقرير: " تراجع عدد الطلاب المسجلين للدراسة المنتظمة من الإتحاد الأوروبي، والذين يتحملون نفس رسوم الطلاب البريطانيين بمقدار الربع عام 2012 ربما بسبب زيادة الرسوم".
وتشكل نسبة الطلاب الأجانب في مساقات الماجستير 75%، كما أن عدد الطلاب الصينيين في هذه المساقات يساوي عدد الطلاب البريطانيين.
وأشار التقرير إلى أن: "هذا الجانب من توفير الدراسات العليا يتأثر بشكل متنامي من المتغيرات في حجم الطلب الدولي. وهذه النسب تتأثر بتراجع أعداد المسجلين من أسواق الدراسات العليا التقليدية مثل الهند وباكستان وإيران ويصاحبه تنام في حجم الطلب من الصين".
وكان هناك 7000 طالب سنة أولى من الهند (تراجع بنسبة 51% عن العام الماضي) و 1400 طالب من باكستان (تراجع بنسبة 49%عن عام 2011 ولكن هذا التراجع عوض بتسجيل 8300 طالب صيني وبزيادة سنوية متوقعة تصل إلى 44%.
في الوقت ذاته أعلنت الولايات المتحدة عن زيادة بنسبة 10% في عدد طلاب الدراسات العليا الأجانب وبزيادة من طلاب الهند بنسبة 40%. كما أن أستراليا حققت زيادة في عدد الطلاب القادمين من الهند وباكستان بعد أن سهلت موضوع التأشيرات.
وكانت وزارة الداخلية البريطانية شددت في منح تأشيرات للطلاب كجزء من محاولتها التخفيف من الهجرة وفسر هذا التشديد في بعض أنحاء الهند على أنه عدم رغبة في استقبال طلاب جدد.
ويجدر بالذكر أن مساهمة الجامعات البريطانية في الإقتصاد البريطاني نمت بنسبة الربع في عامين حيث وجدت دراسة أن الجامعات أسهمت بـ 73 مليار جنيه استرليني في العام 2011-2012 وهذه زيادة 24% عن عام 2009.