بعد تناولهم
مواد غذائية قدمتها لهم منظمات مانحة، كمساعدات عقب توقف المواجهات المسلحة في محافظة الضالع أواخر الشهر الماضي، ذكر تقرير رسمي لوزارة الصحة
اليمنية، صدر الثلاثاء، أن 50 طفلا أصيبوا في الضالع بوباء "
أنيميا الفول"، بعد ثلاثة أيام من وفاة طفلين بالمرض ذاته.
وقال التقرير الذي أصدرته إدارة الترصد الوبائي بمحافظة الضالع: "إن عدد الحالات المسجلة في الفترة 29 آذار/ مارس حتى 8 نيسان/ أبريل الجاري بلغت 50 حالة، منها 39 ذكور و 11 إناث، وكانت الفئة العمرية من 5 إلى 15 عاما هي الأكثر تضررا".
وسجل فريق التقصي في تقريره وفاة حالتين، الأولى لطفل عمره 14 سنة، و الثانية لطفل يبلغ 13 سنة، مشيرا إلى أن "جميع الحالات تناولت الفول الأخضر الذي تم توزيعه في المحافظة في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي.
و ذكر التقرير إن عملية توزيع المساعدات للأهالي بما فيها الفول الأخضر توقفت منذ 6 نيسان/ أبريل الجاري، وقدر عدد الأسر التي شملها التوزيع بـ 17600 أسرة، بينما يبلغ عدد الأفراد المشمولين بالتوزيع 88 ألف فرد، من إجمالي عدد سكان المحافظة الذي يناهز 600 ألف نسمة.
وفي معرض التوصيات التي خرج بها التقرير، أكد على أهمية معالجة الحالات المصابة تحت إشراف طبي مع مراقبة المرضى، و خاصة مراقبة وظائف الكلية خوفاً من حدوث الفشل الكلوي الحاد الناجم عن انحلال الدم الشديد.
ودعا التقرير لتشكيل غرفة عمليات للوباء بمكتب الصحة، والإبلاغ الفوري عن الحالات الجديدة، و أوصى بـ"الزيارات المستمرة للمستشفيات والاطلاع على الحالات المرضية والخدمات المقدمة، وملاحظة الانخفاض المسجل في عدد الحالات".
يذكر إن حالات الإصابة بمرض أنيميا الفول "نقص أنزيم جلكوز-6- فوسفيت ديهيدروجيناز" زادت في الأيام القليلة الماضية بين أطفال الضالع، بعد تناولهم مواد غذائية قدمتها لهم منظمات غير حكومية كمساعدات عقب توقف المواجهات المسلحة أواخر الشهر الماضي، وهو ما دفع الجهات المختصة لتدارس الوضع، و تشكيل فريق لتقصي الوباء ووضع تدخلات هادفة للحد من انتشاره، خاصة بعد وفاة حالتين من الحالات المصابة بالمرض.
وكان برنامج الغذاء العالمي وزع الأسبوع الماضي قرابة 18 ألف سلة غذائية للمواطنين في الضالع كمعونة، جراء الأوضاع التي عاشتها المحافظة في الشهرين الماضيين من مواجهات بين الجيش ومسلحين يتبعون الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
ويضم الحراك الجنوبي فعاليات سياسية وشبابية تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، وإنهاء الوحدة اليمنية التي تمت بين شمال اليمن وجنوبه في أيار/ مايو 1990.