هدّد رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرّف ووزير الاقتصاد
الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بالانسحاب من حكومة بنيامين نتنياهو، في حال إطلاق سراح أسرى من عرب الـ48 في إطار صفقة إسرائيلية –
فلسطينية – أميركية لمواصلة
المفاوضات، الأمر الذي يهدّد بسقوط الحكومة الإسرائيلية.
وأعلن بينيت عند منتصف ليلة الخميس ـ الجمعة، أنه "إذا شملت الصفقة الآخذة بالتبلور تحرير أسرى يحملون الجنسية الإسرائيلية وهم من عرب الـ48، فإن هذا يشكّل مسّاً بالسيادة الإسرائيلية، وليس هذا وحسب وإنما هذه الصفقة تتم فيما لم يسحب الفلسطينيون طلبات الانضمام إلى المعاهدات الدولية".
وأردف بينيت "لذلك فإنه في حال طرح موضوع تحرير قتلة إسرائيليين أمام الحكومة، فإن حزب البيت اليهودي سيعارض الاقتراح، وفي حال إقرار الصفقة فإن البيت اليهودي سينسحب من الحكومة.. حتى هنا، هذه هو الحد الأدنى من الكرامة الوطنية، ولن نتمكن من الموافقة على دوسها".
ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن قياديين في حزب الليكود الحاكم تعقيبهم على إعلان بينيت بالقول "إننا لا نمسك أحد لإبقائه في الحكومة بالقوة"، وإن "هذا أسلوب معروف يستخدمه بينيت وهو أن يطلق تهديدات وهمية يعرف أنها لن تخرج إلى حيز التنفيذ".
ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فإن الصفقة الآخذة بالتبلور تشمل إطلاق الدفعة الرابعة من
الأسرى الفلسطينيين القدامى وبضمنهم 14 أسيراً من عرب الـ48 وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين "النوعيين" لكن لم يتم تحديد هويتهم، وتجميد "صامت" للبناء في المستوطنات ولا يشمل كافة المستوطنات.
وستحصل إسرائيل في المقابل على إطلاق الولايات المتحدة سراح الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد، وتمديد فترة المفاوضات، والتزام الفلسطينيين بعدم التوجّه إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل واستغلال انضمامهم إلى معاهدات دولية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه في حال انسحاب "البيت اليهودي" من الحكومة فإن خطوة كهذه قد تجر خطوات مشابهة أخرى ينفذها نواب الوزراء ورموز اليمين المتطرّف في حزب الليكود الحاكم، مثل نائب وزير الخارجية، زئيف إلكين، ونائب وزير الدفاع، داني دانون، ونائبة الوزير تسيبي حوطوفيللي.
يشار إلى أن عدد نواب الائتلاف في الكنيست هو 68 نائباً من أصل 120 نائباً، وفي حال انسحاب حزب "البيت اليهودي"، الممثل بـ12 نائبا، فإن الائتلاف سيفقد الأغلبية ويصبح بالإمكان إسقاط حكومة نتنياهو.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنه في حال انضمام حزب العمل إلى الحكومة "من أجل السلام" بعد تنفيذ الحكومة الإسرائيلية الصفقة المطروحة لاستمرار المفاوضات، فإن عدد نواب الائتلاف سيصبح 71 نائباً ولن تسقط الحكومة، لكن هذا الاحتمال بعيد عن الواقع على ضوء انتقادات رئيس العمل، يتسحاق هرتسوغ، لنتنياهو بأنه لا توجد نيّة لديه بالتوصّل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.