مشاكل
الكهرباء في
مصر تتكرر وتتفاقم كل عام، وتزداد حدتها مع إقبال موسم الصيف لزيادة استهلاكات الكهرباء في تشغيل المراوح والمكيفات.
ومع تعاقب الحكومات في مصر تظل الأزمة كما هي في تفاقمها دون تقديم حلول تذكر، وإن كانت آخر حكومة والحالية ستترك بصمة قوية في أذهان وجيوب المصريين .
فمنذ بداية تولي الحكومة لأعمالها توالت تصريحات وزرائها عن أزمة الكهرباء وكلها حملت المواطن المسؤولية عن الأزمة بدءً بتصريحات وزير الكهرباء أن استخدام غلايات المياه"البويلر" هي السبب في انقطاع الكهرباء .وآخرها إذا كنت تمتلك غسالة فأنت من الأغنياء أما إذا كنت تمتلك مكيف هواء فأنت من الفئة الأكثر ثراء في مصر.
هذه ليست مزحة؛ لكنه تصريح لوزير التخطيط والتعاون الدولي أشرف العربي عن الفئات التي تدرس الحكومة المصرية زيادة أسعار الكهرباء عليها .
فبدلا من أن يجد النظام الحالي حلا للخروج من أزمة غرق مصر في الظلام خرجت أصوات كثيرة في الحكومة المؤقتة تطالب بإعادة هيكلة أسعار الكهرباء والسبب كما يقولون أن هناك فرقا كبيرا بين ما يدفعه المستهلكون وبين سعر إنتاج الكهرباء الحقيقي .
وزارة الكهرباء تكمل السيناريو وتعلن تخفيف الكهرباء لمدة أيام تبدأ من الخميس، والسبب إجراء وزارة البترول أعمال صيانة ببعض حقول الغاز الطبيعي وهو ما سيؤثر على كمية الغاز الواردة لمحطات الكهرباء دون وضع حل للأزمة أيضا وعلى المواطن ان يتحمل .
وقد لاقى النشطاء هذا التصريح من وزير التخطيط بالعديد من التعليقات الساخرة فقال محمد المهدي "علي كده انا من اثري اثرياء العالم امي عندها غسلتين واحدة عادية وواحدة أوتوماتك وبكره أورثهم وأبدع، كنت متاكد أن اهلي شيلين حاجة كبيرة للزمن الحمد لله"
وعلق آخر "هيا الغسلات بقت للأغنياء فقط يعنى الفقير يعيش أجرب علشان يتعرف أنه فقير"
في حين شارك آخر بقوله "خودوا بالكم إن المرحلة الجاية المياه كمان هتغلى على الأغنياء اللى بيستحموا"
وعلى صعيد آخر قال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن تطبيق الزيادة علي الكهرباء لن يتم تطبيقها علي الفئة الوسطي من المستهلكين. وأشار إلى أن المجلس لم يتطرق أثناء اجتماعه اليوم الخميس، إلى الحديث عن زيادة أسعار الكهرباء.
وأضاف «القاويش» خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم" مساء أمس الخميس، إنه سيتم طرح إعادة هيكلة أسعار الكهرباء والوقود للحوار المجتمعي قبل اتخاذ أي قرار بخصوصه، لافتا إلي أنه في حالة تطبيق الزيادة علي الكهرباء لن يتم تطبيقها علي الفئة الوسطي من المستهلكين.
وتابع: « أن الحديث عن انقطاع الكهرباء خلال فترة الصيف سيكون وفقا لمدد معينة غير صحيح، موضحا بأنه حتى الآن لم يتم تحديد مدة زمنية معينة لقطع الكهرباء في فصل الصيف، ولكن سيتم تخفيف الأحمال طبقا للاستهلاك».
وحينما فكرت حكومة محلب المؤقتة وضع حلول للأزمة قررت استخدام الفحم في إنتاج الطاقة في الوقت الذي تقلص فيه دول العالم استهلاكها منه حفاظا على البيئة وصحة مواطنيها .
في حين أكد الدكتور محمد صوان، أستاذ الطاقة النووية بجامعة وسكانسن بالولايات المتحدة الأمريكية في تصريحات صحفية لـ"المصريون" ، أن عودة مصر إلى استخدام الفحم الحجرى كارثة تعود بنا للعصور الوسطى باعتباره مصدرًا شديد التلوث ويسبب ظاهرة السحب الضبابية، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن نلجأ لاستيراد الغاز من إسرائيل قريبًا، إذا تهاونت القيادات السياسية فى حل الأزمة ولم تسرع بتنفيذ البرنامج النووي.
وقال "العالم كله يتحول الآن من استخدام الفحم إلى مصادر أخرى من الوقود لإنتاج الطاقة، لأن الفحم ينتج عنه معدلات عالية من التلوث، فأكبر معدلات للتلوث تأتى من محطات الفحم، فنجد أن مقدار التلوث الناتج عن محطات الفحم ضعف نسبة التلوث الناتجة عن محطات الغاز، كما أنه يفوق التلوث الناتج عن المحطات الشمسية والنووية والرياح والمياه 20 مرة، بالإضافة إلى الانبعاثات الناتجة عن محطة الفحم من المدخنة أو النفايات تؤدى للتعرض لكمية أكبر من الإشعاع النووى قد تصل إلى 100 مرة، عما يتعرض له ساكن بجوار محطة نووية تعمل بالمواصفات، لأن الفحم يحتوى على شوائب مشعة ولا يخضع للرقابة النووية كالمحطات النووية."
ربات البيوت بدورهن يشتكين من تلف الأجهزة الكهربائية بسبب
الانقطاعات المتتالية والمفاجئة للتيار الكهربائي ساعات طويلة .
والغضب وصل بطبيعة الحال إلى أصحاب المحال التجارية والورش الصناعية بعد تسبب قطع الكهرباء في وقف البيع والشراء كما أدى غلى إغلاق المحال مبكرا فضلا عن تلف المعدات والأجهزة الكهربائية
تقول حنان الحسينى ، طالبة جامعية :" إنقطاع التيار الكهربائى مخطط مقصود ولعبة سياسية " قذرة " ليكون سقف مطالب الشعب هو " الكهرباء والمياه " ، بدلاً من مطالبنا بالعيش والحرية و العدالة إجتماعية " مضيفة أن إنقطاع الكهرباء مع إقتراب موعد الإمتحانات غير مقبول .
ويضيف محمد على ، صاحب سوبر ماركت ان إنقطاع التيار الكهربائى تسبب له فى خسائر فادحة بسبب تلف المجمدات ، مؤكداً أن المولدات الكهربائية لا تكفى لتشغيل كافة الأجهزة .
فيما اشتكى الأهالى بسبب تلف الأجهزة الكهربائية والأغذية بسبب الإنقطاع المتكرر للكهرباء ، وخاصة مع عدم قدرتهم على شراء المولدات الكهربائية والذي تضاعفت أسعارها مؤخراً .
ومع تفاقم أزمة الكهرباء فإن كارثة تشتعل يوما تلو الآخر لتهدد المصريين الصيف المقبل ، فإلى متى تظل حكومات مصر المتعاقبة تطالب المواطن البسيط بدفع ما عليه دون ان تقدم ما عليها من واجبات