سادت دهشة في الأوساط الإعلامية
المصرية من القبض المفاجئ على الراقصة
سما المصري، وغلق قناة "
فلول" الأحد، وقرار نيابة الدقي بحبسها أربعة أيام، على ذمة التحقيقات بتهمة إدارتها وبثها لقناة "فلول" دون ترخيص من هيئة المصنفات الفنية المصرية.
وسخر الكاتب الصحفي سليم عزوز من خبر إلقاء القبض علي الراقصة قائلا: "أخيرا اكتشفوا أن سما المصري تخدش الحياء العام، فألقوا القبض عليها".
وقال عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن "الأجهزة الأمنية وقعت في بعضها".
وتابع أن هناك جهازا يحمي المصري، وجهازا ينحاز لمرتضي منصور، "فالموضوع ليس أكثر من خلاف بين مصارين البطن سيحل فورا، وتخرج سما.. قائلا: لا تقلقوا علي".
ومن جهته، سخر الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، صلاح عيسى، من خبر القبض على المصري، قائلا: "أنا تعيس وحزين جداً للقبض على سما".
واستنكر في حوار مع برنامج "باختصار" على قناة "المحور" الأحد، إغلاق قناة "فلول" بعد ثلاثة أشهر لعدم حصولها على ترخيص، قائلا: "أين كانت أجهزة الشرطة قبل ذلك؟".
وفي المقابل، أكد حامد جبر، القيادي في حزب الكرامة وعضو اللجنة العليا لحملة حمدين صباحي، أن القبض على سما المصري، عودة لدولة الرئيس الأسبق حسني مبارك.
واعتبر جبر -في تدوينة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"- أن سما قاومت حكم جماعة الإخوان مشبها واقعة إلقاء القبض عليها بالقبض على الناشط السياسي أحمد دومة، وحبسه ثلاث سنوات بتهمة مخالفة قانون تنظيم التظاهر. متسائلا: "فيه حاجة اتغيرت من دولة مبارك؟".
وعلق بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" على خبر القبض علي المصري، حيث قال أحد المعلقين: "يعني يمنعوا هيفاء ويقبضوا على سما المصري في نفس الأسبوع، الثورة تأكل أبناءها".
وتهكم الصحفي المصري عمر الهادي من سرعة تحرك الشرطة للقبض على المصري بعد أيام من خلافها مع مرتضى منصور، قائلا: "الشرطة تحركت، وقبضت على سما في قضية مصنفات بعد يومين من خناقتها مع مرتضى منصور، أنا منبهر من نظافة الداخلية، ومهنيتها".
الأسباب.. والملابسات
يأتي القبض على المصري عقب ساعات قليلة من تهديد المحامي مرتضى منصور للمصري بالحبس، وتوعدها تسليمها "بدلة الحبس البيضاء".
وقال مصدر أمنى، إن سبب القبض عليها هو تقدم منصور ببلاغ ضدها لشرطة المصنفات الفنية، ذكر فيه أنها تسبه من خلال قناتها "فلول"، مضيفا أنه "بعد فحص البلاغ تبين أن القناة تُبث دون ترخيص".
ومن جهته، أمر رئيس النيابة المصرية المستشار شريف توفيق بحبس المصري لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات معها، بتهمة إدارة وبث قناة دون ترخيص، وبمخالفة القانون، وشروط التعاقد مع إدارة المصنفات الفنية، التابعة لمديرية أمن الجيزة، وشروط التراخيص الواردة في العقد المبرم بينها وبين الهيئة العامة للاستثمار بمدينة الإنتاج الإعلامي.
ورفضت النيابة إخلاء سبيلها بكفالة مالية أو ضمان محل إقامتها بعد صحة الاتهامات الموجهة إليها، بعدما ألقت قوات الأمن القبض عليها داخل شقة بشارع نوال بمنقطة الدقي بمحافظة الجيزة.
وأمرت النيابة بإيداع الراقصة بمقر الحبس الاحتياطي كمتهمة، ومن المقرر أن يتم اتخاذ إجراءات فنية بشأن وقف بث القناة من عدمه.
وكانت النيابة قد أمرت بتحريز أجهزة بث عثر عليها داخل الشقة أثناء مداهمتها، وإرسالها إلى رجال المصنفات الفنية لفحصها، وبيان استخدامها.
ردود المصري
من جهتها، وجهت المصري أصابع الاتهام إلى أنصار المستشار منصور رئيس نادي الزمالك، وقالت إنهم من قاموا باقتحام مقر مكتبها الأحد ظهرا، وأخبروها بأنهم يتبعون شرطة المصنفات الفنية.
واعترفت بقيامها ببث القناة منذ ثلاثة أشهر، قائلة في التحقيقات إنها تقوم بتسجيل الحلقات داخل الشقة التي تم ضبط الأجهزة بها، وبعدها ترسلها إلى الأردن لبثها، لكنها بررت هذا بعدم إمكانها الحصول على الترخيص نتيجة الروتين الموجود لدى العاملين بمدينة الإنتاج الإعلامي، وأنه كان لديها هدف أسمى هو "التصدي للجهل"، و"إصلاح حال البلد"، وأنها لم تتكسب من وراء بث القناة، بل نالت هجوما شديدا من قبل معارضيها، لما تتناوله من قضايا مثارة على الساحة السياسية أمام الرأي العام المصري على حد قولها.
ولاحظ مراقبون أن بث قناة "فلول" لم يتوقف علي القمر المصري "نايل سات"، وهو ما أكده رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي حسن حامد، الذي قال في تصريحات صحفية إن قناة "فلول" لا تبث برامجها من مدينة الإنتاج الإعلامي، ولا تخضع لإدارة "نايل سات"، وأن إرسالها يتم من خارج مصر عبر ترددات خاصة بقمر آخر.
ورغم أن الغلق والتحقيق مع الراقصة جاء بناء على بلاغ من المحامي مرتضى منصور للنائب العام بعدما بثت القناة فيديو للراقصة تسخر فيه من منصور، وتسبه بطريقة غير مباشرة عقب سخريته هو منها في فضائية أخرى، إلا أن مراقبين قالوا إن غلق القناة، والتحقيق مع الراقصة؛ جاء بعدما أدت دورها في مهاجمة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، والسخرية منه، ومن جماعة الإخوان المسلمين، ومساندتها للانقلاب، وبهدف تلميع صورة سلطة الانقلاب، وإظهارها بمظر من يدافع عن الأخلاق بعدما منع رئيس الحكومة المؤقتة إبراهيم محلب قبل أيام فيلم "حلاوة روح" الذي وصف بـ"الهابط"، بعد عرضه في دور السينما قرابة أسبوعين .