تنتظر قرية
طفيل اللبنانية مصيرها، فقوات النظام السوري تحاصرها من ثلاث جهات، وتحاصرها قوات
حزب الله من الجهة الرابعة، حيث تم إغلاق الممر الوحيد للهرب. وينتظر سكان طفيل السنة مصيرهم بقلق بالغ.
وفي تقرير لصحيفة "كريستيان ساينس مونتيور"، كتب نيكولاس بلانفورد أن هناك حوالي 5000 لاجئ وثائر سوري فروا خلال معارك القلمون، ويقيمون في هذه القرية اللبنانية الحدودية، التي تتداخل أراضيها مع الأراضي السورية، حيث تدفقوا على طفيل بعد سيطرتهم على المنطقة.
وكان حزب الله أغلق كل الطرق إلى القرية خلال العام الماضي، وقصفت قوات النظام السوري القرية الأسبوع الماضي، ما تسبب في جرح عدد من السكان وإصابة البيوت بأضرار.
وقال باسل السيد، وهو سوري من سكان القرية: "ليس عندنا شيء في طفيل، لا ماء ولا عناية صحية، ولا شرطة ولا جيش، ولا كهرباء، وهناك القليل من الطعام، ونحن معزولون تماما عن العالم".
وقرية طفيل هي أكثر قرى لبنان عزلة، حيث تشكل نتوءا داخل
سوريا إلى الشمال من دمشق، وسكانها الثلاثة آلاف عبارة عن خليط من اللبنانيين والسوريين، الذين يعملون ويتسوقون في البلدات السورية القريبة، حيث السفر إلى أقرب قرية لبنانية يتطلب السير في طرق برية غير معبدة عبر جبال وعرة لمسافة 13 ميلا.
وكان الجيش اللبناني فتح معبرا إلى القرية، الثلاثاء الماضي، حيث أدخلت بعض المواد الإغاثية، وبعض المواد الطبية، وسيارات الإسعاف والمحروقات، بعد تفاوض وزير الداخلية اللبناني نهاد مشنوق مع المسؤول الأمني في حزب الله وفيق صفا.
تحت رحمة حزب الله
وتضيف الصحيفة أن حزب الله يسيطرعلى الجبال المجاورة، كما أن للحزب معسكرات تدريب في الوديان المجاورة، ويمكن رؤية أحد المعسكرات بشكل سريع من خلال فجوة في الجبال على الطريق الترابي المؤدي لمعبر رام المرجوحة.
كما وأقام حزب الله بوقت قريب مواقع في الجبال غربي طفيل لمنع الثوار السوريين والسيارات المفخخة من الدخول إلى لبنان، حيث تم استهداف مناطق الشيعة في لبنان عدة مرات بالسيارات المفخخة في الأشهر القليلة الماضية، انتقاما من حزب الله لتدخله لجانب نظام الأسد ضد المعارضة.
وبينما كانت الفرق الطبية التابعة للصليب الأحمر، وعمال الإغاثة والجنود تتجمع عند معبر رام المرجوحة في تهيئة للرحلة شرقا نحو طفيل، كان رجال حزب الله يراقبون من مواقعهم المتقدمة، وكان هناك أكثر من موقع واضح لإطلاق النار، بينما كان آخرون يعبرون من جانبي المعبر بمركبات خاصة لجميع التضاريس، ويعفرون الغبار والحجارة الصغيرة صاعدين الجبال المحيطة، ربما باتجاه مواقع أخرى.
وكان واضحا عدم ارتياح مقاتلي حزب الله من تواجد القوات اللبنانية والصليب الأحمر، والصحفيين، بالقرب من حصونهم الجبلية وصرخ أحدهم "ممنوع التصوير، ممنوع التصوير" على صحفي كان يوجه عدسة كاميرته تجاههم.
وتواصل أنه تمت إزالة أكوام التراب التي تغلق الطريق لتسمح لسيارات الإغاثة بالمرور نحو القرية، وقام المسؤولون من طفيل بشكر رجال حزب الله لتعاونهم.
ونقلت عن الشيخ حسين غالي من القرية: "وجود الجيش اللبناني هنا اليوم هو الطريق الوحيد لإدخال قافلة المساعدات لطفيل.. ونحن نشكر حزب الله وأهالي بريتال لسماحهم بمرور هذه المساعدات".
وبريتال قرية لبنانية شيعية أختطف أحد سكانها قبل عدة أشهر، ويظن أن الخاطفين هم من الفصائل السورية، وأنه أتى من منطقة طفيل.