حذر الكاتب البريطاني الشهير ديفيد
هيرست، من أن من وصفه بالدكتاتور العسكري، ويقصد مرشح الرئاسة في مصر، وزير الدفاع السابق الجنرال عبد الفتاح السياسي، الذي "يدفع بمصر نحو الجحيم"، "لهو سيئ بما فيه الكفاية"، لكن المعضلة برأي هيرست هي "أن
السيسي بجره دولاً أخرى فاشلة مثل
ليبيا - التي تزخر بالسلاح - في نفس الاتجاه، يصبح هو ذاته مصدرا رئيسا لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة".
وقال هيرست في مقال نشره موقع "هافينغتون بوست"، وتنشره "عربي21" مترجما، إن ما يسعى السيسي "لعمله في شرق ليبيا إنما يهدد أمن جميع الأطراف بلا استثناء"، مضيفا أننا "رأينا كيف ساهم السلاح الذي فاضت به الساحة الليبية في تغذية التمرد في مالي والحرب الأهلية في سوريا"، ومتسائلا "فهل يريد هيغل- وزير الدفاع الأمريكي- ضم مصر إلى تلك القائمة؟ وهل يصب ذلك في المصلحة القومية للولايات المتحدة الأمريكية". وكان الكاتب يعلق على الدعم العسكري الأمريكي الأخير لمصر، ممثلا في تزويدها بعشر طائرات أباتشي، قيل إنه سيستخدمها في قمع التمرد في
سيناء.
وفي بداية مقاله، قال هيرست، إن السيسي "الذي أطاح بأول رئيس لمصر تم انتخابه ديمقراطياً"، لا يكتفي "فقط بمطالبة الولايات المتحدة بإعادة دعمها العسكري لبلاده إلى سابق عهده حتى يتمكن من محاربة التمرد المتصاعد في شبه جزيرة سيناء، والذي تغذيه بشكل يومي وتفاقمه تكتيكات الأرض المحروقة التي ينتهجها الجيش المصري. بل ها هو الآن يطالب إضافة إلى ذلك بما لا يقل عن تدخل عسكري غربي ثانٍ في الدولة المجاورة له – ليبيا".
وأشار هيرست إلى حديث السيسي لموقع "فوكس نيوز"، الذي قال فيه "إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، وبسبب رفضهم نشر قوات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في ليبيا بعد الإطاحة بالعقيد القذافي في أواخر عام 2011، تسببوا في خلق فراغ ترك ليبيا تحت رحمة المتطرفين والقتلة المأجورين والمجرمين، معلناً: "سيحاكمكم التاريخ بقسوة".
وأضاف السيسي، بحسب ما ينقل هيرست أن"عدم رغبة الأمريكان في مساعدة مصر في حربها ضد أضخم تمرد إسلامي في تاريخ البلاد، وفي المساعدة على احتواء الحرب الأهلية في العراق وليبيا وسوريا، أوجد التربة الخصبة لنمو التطرف الديني، والذي سيكون كارثة على الولايات المتحدة وعلى العرب معاً، وعلى حد سواء".
ويرى هيرست أنه "لا ينبغي الاستخفاف بدوافع الجيش المصري للتدخل في ليبيا، وبالذات لا ينبغي ذلك لوزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الذي يسود الانطباع لديه بأن طائرات
الأباتشي العشر التي وافق على تزويد مصر بها ستستخدم في سيناء".
ويذكّر هيرست بما صرح به القائد العسكري الليبي السابق خليفة حفتر، حين اعترف "بأن السيسي عرض عليه التدخل لدعم الانقلاب الذي حاول حفتر تنفيذه، ولكن كان مآله الفشل".
كما يشير إلى "رسالة السيسي" التي يروجها على أمريكا والغرب، ومفادها "أن شرق ليبيا بات يؤوي "معسكرات تدريب للجهاديين" الذين يعملون بالتنسيق مع الإخوان المسلمين". وهي تقارير كذبتها السلطات الليبية.
لقراءة مقال "ديفيد هيرست" كاملاة على "عربي21"من
هنا