وجه زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري رسالة صوتية جديدة إلى الأطراف المقتتلة من "المجاهدين" في سوريا، يأمرهم بوقف القتال فيما بينهم فورا، ويأمرهم بالنزول تحت أوامر قيادتهم بذلك.
وأمر الظواهري -من خلال التسجيل الصوتي على "يوتيوب"- أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو بكر البغدادي بأن يتخلى عن خلافته لإطفاء الفتنة كما فعل الحسن حفيد الرسول محمد عليه السلام لحقن دماء المسلمين، موجها كلامه لأفراد التنظيم عودوا للسمع والطاعة لأميركم (يقصد نفسه)، وتفرغوا للعراق الجريح -الذي يحتاج جهودكم- وإلى أعداء الإسلام هناك لأجل حقن دماء المسلمين".
وقال الظواهري موجها كلامه إلى زعيم جبهة النصرة لأهل الشام أبو محمد الجولاني: «إن الأمر له وكلِ جنود جبهة النصرة الكرام، والمناشدة لكل طوائف وتجمعات المجاهدين في شام الرباط بأن يتوقفوا فورا عن أي قتال فيه عدوان على أنفس وحرمات إخوانهم المجاهدين، وسائر المسلمين، وأن يتفرغوا لقتال أعداء الإسلام من البعثيين والنصيريين وحلفائهم من الروافض".
وبين الظواهري مبايعة الدولة الإسلامية في العراق لقيادة "القاعدة" سرا، ولما رأوا من اعتبارات خاصة لديهم مسبقا.
وقال الظواهري للبغدادي: "لو كنتم سألتمونا الرأي قبل إعلان الدولة في الشام لما وافقنا، فأضرار ذلك أكثر من منافعه، فمقومات الدولة حتى الآن لم تتوفر في الشام، ما سبب كارثة سياسية، بعد أن كان السوريون والمجاهدون قد خرجوا تأييدا للنصرة، أصبحوا الآن يرون أن الدولة الإسلامية تحاول فرض نفسها عليهم بلا رضا ولا مشورة".
وأشار في رسالته إلى أن "الدولة" وعدت مرارا بعدم الخروج عن طاعة أميرهم (أي الظواهري)، "لما يرون في ذلك من مفسدة" على حد قوله.
وتابع أن إعلان الدولة في الشام تسبب قيامها بمخالفة واضحة لأوامر القاعدة، بأن لا يعلنوا بقاعدة لهم في الشام، وبعدم إعلان أي إمارات في هذه المرحلة، ما فجر خلافا وصل حد الاقتتال، "فلو تمثلوا بالطاعة للقاعدة لجنبوا المسلمين الاقتتال وشلال الدماء وتجنبوا الفتنة".
وتجري معارك عنيفة منذ مطلع كانون الثاني/ يناير بين تنظيم "الدولة" مع تشكيلات أخرى من المعارضة السورية المسلحة على رأسها جبهة "النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
واندلعت هذه المواجهات التي قتل فيها نحو أربعة آلاف بعد اتهامات واسعة وجهت إلى تنظيم "الدولة" الذي تأسس في العراق بأنه "من صنع النظام" السوري، ويقوم بـ"تنفيذ مآربه".
وتأخذ الكتائب المقاتلة أيضا على تنظيم "الدولة" مغالاتها في تطبيق الشريعة الإسلامية وإصدارها فتاوى التكفير عشوائيا، وقيامها بعمليات خطف وإعدام طالت العديد من المقاتلين.
وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من تنظيم "الدولة" ودعته إلى الانسحاب من سوريا.