الجيش يلتزم الصمت بشأن جنود مصريين بجنوب السودان

لم يصدر الجيش المصري أي تعليق رسمي حتى الآن على الأنباء التي نقلتها صحف سودانية حول تواجد قوات مصرية فى جنوب السودان، وتعرض عدد منهم للأسر والقتل أثناء قتالها بجانب قوات الرئيس سلفاكير ميارديت، بالرغم من مرور يومين على هذه الأنباء. 

وكانت وسائل إعلام سودانية قد نشرت تقارير تفيد بأسر 14 جنديا مصرياً و4 أوغنديين، وقتل عدد آخر على أيدي عناصر الجيش الأبيض المعارض الموالي لنائب رئيس الجمهورية المقال ريك مشار.

وبحسب بيان لقوات المعارضة المسلحة، فإن المعركة وقعت الأسبوع الماضي، عندما حاولت قوات سلفاكير بمعاونة قوة مصرية وأوغندية استعادة منطقة "أيود"، لكن تعزيزات الجيش الأبيض وصلت ما كبد القوات الحكومية خسائر فادحة، حيث لقي في المعركة 400 جندي من الجيش الشعبي مصرعهم، إلى جانب 14 جنديا مصريا و4 جنود أوغنديين.

وبحسب صحف سودانية جنوبية، فإن "الجيش الأبيض" استطاع أن يأسر 12 جنديا مصريا وجنديين أوغنديين، خلال المعركة.

وذكرت صحيفة "أعالي النيل" أسماءهم، وأكدت نقلهم إلى مكان آمن يضم أسرى آخرين من قوات حركة العدل والمساواة السودانية. 

صمت غير معتاد

وبينما التزمت القوات المسلحة المصرية الصمت، اكتفت وسائل إعلام محلية بنقل تصريحات لمصادر دبلوماسية مصرية وسودانية تنفي تلك الأنباء، وهو ما أثار استغراب المراقبين، خاصة وأن المتحدث العسكري المصري كان لا يترك شاردة ولا وارة إلا وسارع بنفيها أو تأكيدها، لكنه لم يعلق على هذا الأمر بالرغم من أهميته.

س حزب الوسط، الحكومة بإصدار تصريح رسمي ينفي أو يؤكد خبر قتل وأسر قوات مصرية تقاتل في جنوب السودان، مؤكدا - في تغريدة له على "تويتر"- أن هذا الخبر في منتهى الخطورة.

وتساءل هيثم أبوخليل الناشط الحقوقي المعروف، حول حقيقة مشاركة جنود الجيش المصري مع قوات جيش جنوب السودان كمرتزقة، وتعرض عدد منهم للأسر.

وتعد هذه هي المرة الأولى - إن صحت تلك الأنباء - التي يقتل فيها جنود مصريون خارج بلادهم منذ عشرات السنين، وتحديدا منذ حرب اليمن التي شارك فيها الجيش المصري في ستينيات القرن العشرين.

طرفا الصراع ينفيان
 
ونفى سفير جنوب السودان بالقاهرة أنتوني كون - في تصريحات لصحيفة  المصري اليوم - هذه الأنباء، قائلا إنها "شائعات من جانب قوات المعارضة"، مشددا على عدم وجود أي قوات مصرية في جنوب السودان.

وقال العقيد فيليب أقوير، المتحدث باسم جيش جنوب السودان، إنه لا وجود للقوات المصرية على أراضي جنوب السودان، مضيفا أنه لا صحة لأنباء اعتقال مصريين كانوا يحاربون إلى جانب القوات الحكومية. 

وأوضح أقوير - في تصريحات لوكالة الأناضول - أن "منطقة أيود لم تشهد علي الإطلاق أي مواجهات بينهم والمتمردين لأنها تقع تحت سيطرة الحكومة منذ بداية الأحداث، محذرا وسائل الاعلام من بث أخبار كاذبة ومضللة". 

من جانبه، نفى ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان المقال زعيم المتمردين - فى تصريحات لوكالة أنباء الأناضول - وجود قوات مصرية تقاتل فى جنوب السودان.

وتابع مشار: "القيادات الميدانية لم تخبرني بأسر قوات مصرية حتى هذه اللحظة، مضيفاً "لا أعلم بوجود قوات مصرية من الأساس".

وتشهد جنوب السودان منذ منتصف ديسمبرالماضي، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب السابق لسلفاكير، الذي يتهمه الأخير بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.

ووقع طرفا الأزمة في جنوب السودان اتفاقا خلال الجولة الأولى من مفاوضات السلام بوساطة أفريقية، في 23 ينايرالماضي، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين، وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاكه.

الجيش يرفض النفي أو التأكيد

وفيما لم يصدر تعقيب رسمي عسكري من السلطات المصرية بخصوص هذا الشأن حتى الآن، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، بدر عبد العاطى، إن خبر مقتل جنود مصريين فى جنوب السودان ليس صحيحا، موضحا أن القوات المصرية تعمل هناك ضمن قوات حفظ السلام.

وأضاف عبد العاطي فى مداخلة مع قناة "سى بى سى"، أن الخبر هدفه إثارة البلبلة فى الشأن الداخلى، ولا توجد قوات مصرية تقاتل في جنوب السودان.

كما نقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصدر عسكري مجهل قوله إن الخبر غير صحيح، مؤكدا أن الجيش المصري ليس لديه جندي واحد فى جنوب السودان.

وطالب وسائل الإعلام "الوطنية" بعد التعامل مع تلك الأنباء على الإطلاق لما تشكله من خطورة على منظومة الأمن القومي المصري.

لكن مصدر عسكري قال لصحيفة المصري اليوم إن لا يمكنه تأكيد أو نفي صحة هذه الأنباء، وأوضح أن القوات المسلحة تبحث حقيقة الموضوع مع الجانب السوداني، مشيراً إلى أن هناك اتصالات مكثفة مع وزارة الخارجية المصرية وسفارتنا هناك وكذلك الملحق العسكري بجنوب السودان".