تتعرض الأقلية
التتارية المسلمة في شبه جزيرة
القرم لحملة قمع نظرا لموقف أبنائها من الاستفتاء الذي جرى الشهر الماضي على مصير الإقليم بعد الأحداث التي اندلعت في كييف، حيث صوتت غالبية القرم الروس لصالح الانضمام لموسكو.
وأشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن زعيما من زعماء الأقلية التتارية تعرض للضرب من قبل الميليشيات الموالية لروسيا يوم الثلاثاء، وجاء الاعتداء عليه قبل أيام من إحياء المسلمين ذكرى تهجيرهم على يد الزعيم الشيوعي ستالين.
وقالت الصحيفة إن الاعتداء ضربا على عبد الرحمن أجيز يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات التترية والسلطات الروسية تدهورا كبيرا.
ويعتبر ضرب أجيز عضو "المجلس" وهو المجلس التمثيلي للمسلمين التتار في القرم واحدا من الحوادث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية والتي أثارت قلق المسلمين التتار خاصة بعد ضم المنطقة لروسيا.
وتشير الصحيفة إلى أن التتار سيقومون في 18 من أيار/ مايو الحالي بإحياء ذكرى مرور 70 عاما على "الكارثة القومية" التي حلت بهم عندما قام ستالين بتهجير كامل السكان لمنطقة سيبريا ووسط آسيا مما أدى لموت الملايين من الجوع والبرد والمرض.
وهي الذكرى التي رسخت مشاعر عدم الثقة بين المسلمين -الذين بدؤوا يعودون للجزيرة في الثمانينات من القرن الماضي وخفضت نسبتهم إلى 13%- بالسلطات الروسية.
ومع أن الكرملين حاول وفي الأسابيع التي سبقت ضم القرم لروسيا استقطاب دعم المسلمين للخطوة إلا أنه فشل، وقاطع معظم المسلمين الاستفتاء الذي أدى لانضمام الإقليم لروسيا.
ويتحدث التقرير عن حملة القمع التي طالت الأقلية التترية حيث منع الزعيم الروحي للتتار مصطفى جميليف من المرور يوم الجمعة عبر مطار موسكو في طريقه إلى القرم وأعيد من حيث جاء إلى العاصمة الأوكرانية، كييف التي يقيم فيها. وحاول جميليف مرة أخرى دخول القرم يوم السبت عبر البر لكنه منع. وواجه الآلاف من التتار الذين ذهبوا لمقابلته على الحدود جنودا روس وأعضاء في الميليشيات.
وفي تطور آخر حذرت النائب العام في القرم ناتاليا بوكلونسكايا والتي تحولت إلى شخصية لها أتباع على الإنترنت يوم الأحد رفعت شوباروف رئيس "المجلس" بأن منظمته قد تحل في حالة انخراطها في "نشاطات متطرفة".
واتهم جميليف بوتين ووصفه بالجبان لأنه منعه من الدخول للقرم حيث يملك بيتا في العاصمة التاريخية للقرم بخش سراي.
واتهم المخابرات الروسية بملاحقة من جاؤوا لاستقباله على الحدود وقال "لدينا في القرم نظام يذكرنا بنظام الاتحاد السوفييتي السابق، وسنواصل مقاومتنا بنفس الطريقة التي قمنا بها أثناء الاتحاد السوفييتي، ولكن بطريقة سلمية وديمقراطية".