رغم آلاف المقاطع القصيرة التي تصور الواقع في سوريا خلال الثورة التي انطلقت قبل ثلاثة أعوام، إلا أن العمل الفني المحترف يعاني قصورا شديدا.
وتحاول الأعمال الفنية تصوير معاناة الشعب السوري، من تهجير، وتدمير، وفراق، واعتقال، واغتصاب، وعذاب.
ورغم القصور في هذا المجال إلا أن هناك العديد من الشباب يحاولون مجاراة أحداث الثورة الدموية بأعمال فنية احترافية.
يقول
الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان، بعد مشاركته في تصوير
فيلم درامي عن الثورة السورية، إن انتماءه للأرض، والوطن، وللدماء التي ضحى بها الشعب السوري، يجعله يشجع مثل هذه الأفلام؛ لأن الشعب السوري دفع ثمنا كبيرا من أجل وطنه.
ويضيف قطيفان لـ"عربي21"، "لأول مرة أمثل في فيلم عن الثورة السورية، وهذا الفيلم يهمني كسوري، فلقد بقيت مدة ثلاث سنوات ولم تعرض علي أي جهة سورية، أو غير سورية أن أمثل في فيلم عن الثورة". واعتبر مشاركته في الفيلم دعماً للثورة السورية، ومحاولة لإيصال جزء من الهم السوري.
ودعا قطيفان أصحاب المال السوريين، لدعم هذه الأفلام، معبرا عن حجم المعاناة التي يلاقونها من انعدام الدعم المادي؛ بسبب عدم إيمان أصحاب المال بدور الكلمة في الثورة.
من جهته قال الناشط السوري، والممثل في إحدى الأفلام الوثائقية، عبيدة عامر إن الفن ككل كان حافزا لانطلاق الثورة.
وتابع لـ"عربي21" أن الدور الفني، دور متجدد، وأساسي، من حيث التوثيق، والتحفيز الدائم، وتخليد القضية إلى عمل سواء كان مكتوبا، أو مصورا.
وذكر عامر أن الأفلام الوثائقية التي تخدم الثورة السورية، قليلة إجمالا، وأن ما يعرض لا يتجاوز الـ30 دقيقة، ويجسد حالات محدودة، وأضاف أن القنوات الوثائقية تسعى لإيصال أفكار معينة، فالقضية تخدم أفكار المؤسسة التي تعرضها.
في حين ذكرت الإعلامية السورية، نور حداد، أن الأفلام الوثائقية بحاجة لأن تخرج ضمن إطار فني، وليس فقط تحميلها على "اليوتيوب"، فمن الممكن عندها أن تؤثر بشكل أكبر.
وتابعت حداد لـ"عربي21"، أن الأفلام الوثائقية توصل القصة، والواقع السوري، كالفيلم الذي يحكي عن مجزرة الكيماوي في الغوطة.
وعن تأثير الأفلام الوثائقية على البعد السياسي، أكدت حداد أن هذه الأفلام لن تؤثر، وسيبقى تأثيرها محصورا على الأفراد، وإيصال الحقائق لهم.
ومن أبرز الأفلام الوثائقية السورية، فيلم "سوريا لحن الأمل" من إنتاج قناة الجزيرة، والذي يحكي تطور الفنون في الثورة السورية، حيث شارك فيه العديد من الفنانين السوريين والعرب، وفيلم "العودة إلى حمص"، للمخرج السوري طلال ديركي، والذي حصد جوائز عدة في باريس، ومن الأفلام الأخيرة التي تم عرضها فيلم "
ليلة السقوط"، للمخرج الفلسطيني نورس أبو صالح، والذي يستشرف فيه لحظة سقوط النظام السوري، وما بعدها، ومثل فيه الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، والفنان الأردني
أحمد العمري.