أظهرت أرقام نشرتها منظمة "محاربة التوتر النفسي" العام الماضي، زيادة في عدد الجنود السابقين الذين يعانون من أمراض عقلية ونفسية ويذهبون لتلقي العلاج من الاضرابات النفسية، بسبب تجربة الحرب التي خاضوها في أفغانستان والعراق، ويتوقع زيادة النسبة بنهاية العام الحالي حيث ستنهي
بريطانيا انسحابها من أفغانستان بعد 13 عاما من الوجود العسكري فيها.
وتقول المنظمة إن هناك زيادة بنسبة 57% من الذين يبحثون عن علاج لقلقهم النفسي بين الجنود السابقين، وحولت السلطات الصحية لها العام الماضي 358 جنديا مقارنة مع 22 في عام 2012.
كما وارتفع عدد الجنود السابقين في
العراق ممن بحاجة للعلاج النفسي بنسبة 20% مع أن القوات البريطانية انسحبت من ذلك البلد في عام 2011.
ويقول العميد البحري، أندرو كاميرون، رئيس جمعية "محاربة التوتر النفسي" زيادة العدد في الأعوام المقبلة، خاصة أن معظم حالات المرض النفسي المتعلقة بالحروب تحتاج لوقت كي تظهر، كما أن المحاربين السابقين عادة ما يرفضون الاعتراف بمعاناتهم من مشاكل نفسية.
ويضيف كاميرون" تظهر الأرقام أن عددا كبيرا من الجنود يواصلون مواجهة التجربة المرعبة التي جربوها في جبهات القتال أو أثناء فترة خدمتهم في القوات الخاصة، كل هذا رغم نهاية الحرب في العراق عام 2011 واستمرار خروج القوات البريطانية من أفغانستان".
ويضيف "يوما بعد يوم يعيشون التجربة النفسية وجروحها ويحاولون مقاومتها وخلال هذا تتفكك عائلات وتدمر".
وتؤكد صحيفة "الغارديان" أن منظمة "محاربة التوتر النفسي" لا تزال حتى الآن تستقبل جنودا حاربوا في الملايو عام 1960 والفوكلاند في عام 1982 ممن تعرضوا لرضوض نفسية.
وتظل معظم الحالات التي تتلقى نصائح وعلاجا نفسيا وعددها 5.400 من الجنود الذين حاربوا في العراق وأفغانستان وإيرلندا الشمالية، والعدد يتزايد بين من شاركوا في هذه الحروب الثلاث.
ويقول كاميرون إن بعض الجنود يحتاج لتلقي العلاج لشكل من أشكال المرض العقلي قد يكون معهم وانتظروا سنوات قبل عرض أنفسهم للعلاج. وبسبب زيادة حالات المصابين بأمراض عقلية بين الجنود تخطط المنظمة زيادة مستوى خدماتها خاصة أن المرضى النفسيين بحاجة لعلاج ورعاية خاصة.
وعملت منظمة "محاربة التوتر النفسي" منذ الحرب العالمية مع المصابين في كل الحروب منذ تلك الفترة، وقامت بدراسة مسحية للاحتفال بالذكرى الـ 95 على إنشائها حيث وجدت ان الجنود والمجندات ينتظرون 13 عاما قبل الذهاب للطبيب النفسي والبحث عن علاج لمشاكلهم النفسية. وقدمت دعما لجنود وبحارة وطيارين لـ 20.326 قاتلوا في عدن وكوريا والحرب العراقية – الإيرانية. ونسبة 83% من هؤلاء خدموا في الجيش، منهم نسبة 3% من النساء.
وتقول "الغارديان" إن الجمعيات الخيرية العسكرية تحضر نفسها لإحالات طبية من الأطباء النفسيين مع قرب انتهاء الدور البريطاني في أفغانستان، حيث تتراوح المشاكل النفسية من الكآبة إلى أعراض ما بعد الصدمة.
وتقدر منظمة "محاربة التوتر النفسي" أن 42.000 من الجنود الذي حاربوا في العراق وأفغانستان عرضة لتطوير نوع من أنواع المرض النفسي والاضطرابات العقلية.
وتشير الصحيفة إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان السابق سير جنرال ريتشارد دانات الذي كان رئيسا للجيش في أثناء حرب العراق وأفغانستان "لا شك أن القتال قد أدى لضحايا نفسيين، سواء في إيرلندا الشمالية، الفوكلاند، حرب العراق 90-91 أو البوسنة، كما أنتجت الحرب العالمية الأولى أمراضا عقلية". وأضاف "عمليتنا في العراق وأفغانستان أدت لزياد حادة من الضحايا النفسيين وستظل تنتج مصابين، كم عددهم، لا أحد يعرف".