لا زالت أصداء المقال الذي كتبه الناشط
أحمد ماهر مؤسس حركة شباب 6 أبريل، من محبسه واعترف فيه بعلمه ومشاركته في مؤامرة
الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، تتردد بقوة في
مصر.
وأحدث المقال موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين النشطاء المنتمين للتيار الإسلامي وخاصة جماعة
الإخوان.
وكان ماهر، كتب مقالا من محبسه، تحت عنوان "للأسف كنت أعلم"، تضمن أسرارا عن الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسى.
واعترف مؤسس "6 أبريل" في مقاله أنه كان على علم بخطوات إسقاط النظام السابق، ومن بينها افتعال فوضى وصدامات دموية في الشارع تمهيدا لاستيلاء الجيش على الحكم مرة أخرى.
استفاقة محمودة
وعلق الناشط الإخواني أسامة زين على مقال ماهر بقوله "سحقا لأي (قذر) يكابر ولا يعترف بإخطائه، برافوا يا أحمد يا ماهر، المستقبل لك وللمخلصين للوطن ولأفكارهم".
ووافقه الرأي دكتور وصفي أبو زيد عضو جبهة علماء ضد الانقلاب، الذي رحب بموقف أحمد ماهر وقال إنه "محمود شرعا وسياسيا".
وأضاف -في تصريحات لشبكة رصد- أن استفاقة القوى السياسية أمثال 6 أبريل وحزب مصر القوية الآن -بعد أن شاركت في الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي- ينبغي أن تشجع ويرحب بها، فالحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، مشيرا إلى أن مصر تمر بمرحلة حرجة توجب التوحد أمام الانقلاب الدموي لوقف نزيف الدم وخراب البلاد.
وأوضح: "لكن رجوعهم لا شك لا يغفر لهم ما جرى وهو ليس بالأمر اليسير، ولن يعفيهم من المسؤولية عن الدماء الحرام والأرواح المعصومة أمام الله والشعب والتاريخ"، مضيفا "سنؤخر ساعة العتاب والحساب بيننا إلى أن نسترد حريتنا ونستعيد إرادتنا وكرامتنا".
سقوط المنطلقات الثورية
لكن الناشط محمد الصنهاوي عضو جماعة الإخوان المسلمين، شن هجوما عنيفا على ماهر جراء تسببه في سقوط شهداء منهم أصدقاء مقربون من الصنهاوي بمشاركته في المؤامرة.
وكتب على فيس بوك "المصيبة الأكبر إنهم كانوا عارفين وخدعوا كل الناس وسموها ثورة، حركة 6 ابريل وأمثالها من القوى التي تسمي نفسها "ثورية" ترتكز على مواقف ومنطلقات تدعي إنها "ثورية"، وتصنف وتقصي وتضم على أساسها، فعندما تشارك في مؤامرة وتعرف أنها ليست ثورة يكون كل ما بني على تلك الحجج الثورية سينهار".
وأضاف: "ستسقط كل جدلياتهم الثورية، لا يحق لهم منذ الآن أن يهتفوا: يسقط كل من خان عسكر فلول إخوان، لأنك أول الخائنين".
وتابع الصنهاوي هجومه "لا يحق لهم أن يقولوا "نحن والقوى الثورية" ماذا يعني قوى ثورية؟ هل هي التي كانت تعلم بالمؤامرة لافتعال العنف واشتركت فيه؟ أم التي كانت تعلم أن "تمرد" تابعة للمخابرات ودعمتها؟ أم التي كانت تعلم أن انقلابا يتم التجهيز له ومع ذلك دعمت حراكه وحشدت له؟!".
وأضاف: هذه ليست ثورة -باعترافكم-، إذا انزلوا من فوق كرسي "الطهر الثوري المطلق"، وتوقفوا عن لعب دور "الجوكر" الذي يوزع صكوك الثورة ويحدد من كان ثوريا ومن لم يكن، ومن خان ومن لم يخن.
وتابع: سينبني على هذا الاعتراف، أن تتخلى تلك الحركات عن "كِبْر المطالب" المؤسسة على منطلقات ثورية، لأن تلك المنطلقات تنسف واحدة تلو الأخرى، ويجب أن يتنازلوا عن أفكار ومطالب مثل "لا ترفعوا شعار رابعة" و "مرسي لن يعود" و "30 يونيو ثورة شعب".
واختتم الصنهاوي كلامه بأن "هذا لا يعني إن الإخوان لا يريدون لم شمل الثوار وتوحيد الصفوف، لكن وفقا لشرطين، الأول أن يرجع الجميع إلى الصف الثوري وهو معترف بأخطائه بشكل واضح وصريح، والثاني عدم استخدام الثورة كمنطلقات مطلقة والمحاججة بها لأن الجميع أجرم".
لم يأت بجديد
من جانبه قال أحمد مولانا القيادي بالجبهة السلفية -أحد مكونات التحالف الوطني لدعم الشرعية-، إن مقال أحمد ماهر لم يأت بجديد، مشيرا إلى أن كل القوى السياسية على الساحة تعلم الواقع جيدا.
وتابع مولانا عبر حسابه على "فيس بوك": "فقط هناك من تكون حساباته خاطئة، فيندم حين لا ينفع الندم"، مضيفا "الكل بداية من السيسي وجبهة الإنقاذ والدعوة السلفية والتيارات الإسلامية بمختلف مكوناتها، يعلم ما يفعل".
وتساءل الناشط محمدي محمد على حسابه على فيس بوك "هل تقبلون عودة أحمد ماهر إلى صفوف الثوار؟ هل هو نادم على ما فعل؟ هل تبرأ من الدماء التى شارك فيها؟ هل طلب من أتباعه مقاومة الاحتلال العسكرى؟ هل فعلاً صدع بالحق وتكلم عن الباطل؟ هل سامحه أهالي الشهداء الذي تسبب في قتلهم؟ ماهر يندم في وقت لا ينفع فيه الندم، هل تقبلون عودته؟
واعترفت قيادات في حركة 6 أبريل أنهم جميعا كانوا على علم بما أعلنه ماهر، لكنهم مع ذلك وافقوا على الاشتراك في المؤامرة.
وأعلنت حركة 6 إبريل مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، بسبب ما أسمته "القمع والعنف فضلا عن رفضهم لعودة حكم العسكر مجددا".
وكان ماهر أحد أهم الشخصيات التي فجرت ثورة يناير، لكنه الآن يقضي عقوبة السجن بتهمة التظاهر دون ترخيص.
أما الدكتور خليل العناني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هوبكنز الأمريكية، فدافع عن ماهر في مواجهة انتقادات الإسلاميين قائلا: "يكفي ماهر أنه يكاد يكون الوحيد من المعارضين الذي اعترف بخطئه واعتذر عنه، متبقوش إنتم والعسكر عليه".