كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن جهود أمريكية لتدريب وحدات
كوماندو في أربع دول في شمال وغرب أفريقيا لمواجهة الإرهاب وملاحقة القاعدة.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الجهود مهمة في توسيع جهود ملاحقة تنظيم القاعدة والجماعات المنضوية تحت لوائها، لكنهم اعترفوا بوجود مصاعب في التعامل والعمل مع هذه الدول الضعيفة.
وأضافت الصحيفة أنه "يتم تمويل البرنامج السري بملايين الدولارات التي تنفقها وزارة الدفاع من ميزانيتها، ويقوم بالتدريب مدربون بعضهم أعضاء من وحدات القبعات الخضر وقوات دلتا، وبدأت العام الماضي لتدريب وتسليح مئات من وحدات الكوماندو العاجزة في كل من ليبيا ومالي والنيجر وموريتانيا".
ويهدف البرنامج خلال الأعوام المقبلة إلى بناء قوات أفريقية محلية لمحاربة الإرهاب وفرق قادرة على مواجهة جماعات مثل "بوكو حرام" في نيجيريا التي قامت باختطاف 300 تلميذة من مدرسة في شمال نيجيريا. ويعمل الخبراء الأمريكيون على مساعدة الحكومة النيجيرية للوصول إلى التلميذات والخاطفين.
ونقلت عن مايكل شيهان الذي يدير برنامج مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية "
ويست بوينت" والذي دفع باتجاه البرنامج عندما كان مسؤولا عن برنامج العمليات الخاصة، أن "تدريب قوات محلية لمواجهة التهديدات التي تواجه بلادها أمر نحتاجه".
وأشارت الصحيفة إلى خطاب الرئيس أوباما يوم غد في الأكاديمية العسكرية الذي سيحدد فيه معالم السياسة الخارجية الأمريكية القائمة على تجنب الحروب الكبيرة، مثل أفغانستان والعراق، والتركيز على تدريب الدول الحليفة وشركاء أمريكا على مواجهة وقتال المتطرفين بأنفسهم.
وتشير الصحيفة إلى أن
الولايات المتحدة وسعت وببطء من برامجها، لمكافحة الإرهاب في منطقة غرب أفريقيا ودول الساحل وشرق أفريقيا، منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001.
وقامت الإدارة الأمريكية باستخدام الطائرات بدون طيار "درون" في هجمات على مواقع الإسلاميين في الصومال، حيث أطلقتها من قاعدتها الدائمة في جيبوتي، كما أنها قامت بدعم قوات كوماندو فرنسية لمكافحة الإسلاميين المتشددين في الصومال ومالي، وزادت من جهودها لتدريب وإعداد قوات دول أفريقية كي تكون قادرة على التصدي للإرهاب بنفسها.
وكشفت الصحيفة أنه "بناء على خطة جديدة لأفريقيا، فإنه يقوم البنتاغون بتخصيص 70 مليون دولار أمريكي للتدريب وجمع المعلومات الاستخباراتية وتجهيز فرق لمكافحة الإرهاب في النيجر ووحدات مماثلة في موريتانيا، تعتبر في مراحلها الأولى، حسب مسؤولين في وزارة الدفاع".
وما زالت الجهود في مالي بمراحلها البدائية، خاصة أن الحكومة المدنية لا تزال تتعافى من الانقلاب العسكري العام الماضي.
وفشلت التجربة في ليبيا عندما قامت جماعات مسلحة معززة بالأسلحة بدخول معسكر التدريب خارج العاصمة طرابلس، بعد سيطرتها على الحرس وسرقت مئات من المعدات والأسلحة الأتوماتيكية الأمريكية ومناظير ليلية ومعدات أخرى.
وتم وقف التدريب نتيجة لهذا الحادث، وأرسل المدربون الأمريكيون لبلادهم، حتى يتم العثور على مكان آمن لاستئاف البرنامج من جديد، ولكن المهزلة التي حدثت الصيف الماضي علّمت الأمريكيين درسا حول كيفية اختيار الأشخاص للبرنامج.
وبحسب الجنرال باتريك دوناهو الثاني، قائد الجيش الأمريكي العامل في إفريقيا، فإنه "يجب أن تتأكد من اختيار من تدرب".
وتشير الصحيفة إلى أن وحدات الجيش الأمريكي تقوم بتدريب القوات الخاصة والجيوش التقليدية في كل أنحاء العالم. وتتراوح المهام من تدريبهم أبسط المهارات إلى التدرب على المهام المعقدة ووسائل مكافحة الإرهاب.
وفي الماضي قامت إدارتا بوش وأوباما بالتركيز على تجهيز وتدريب الجيوش الأجنبية على مواجهة الإرهابيين والجماعات الإسلامية المتشددة، ولهذا أقنعت الكونغرس لتمويل البرامج التدريبية.
ويشبه البرنامج الجديد لتدريب قوات صغيرة لمكافحة الإرهاب في أفريقيا برامج قامت بها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
وكشف التقرير عن الميزانيات التي رصدتها؛ فقد خصصت لليبيا 16 مليون دولار أمريكي لتدريب فرقتي نخبة ولمواجهة التهديدات القادمة من العناصر الإسلامية المتطرفة في ليبيا. أما موريتانيا فقد خصصت لها 29 مليون دولار أمريكي لشراء معدات لوجيستية ومواد لدعم الوحدات الخاصة. وخصصت للنيجر 15 مليون دولار أمريكي للإنفاق على وحدة مكافحة الإرهاب التي شكلت حديثا. وقد أطلقت الولايات المتحدة طلعات "درون" من النيجر، كما أنها تساعد هذا البلد على بناء جيشه وتقدم له سنويا 39 مليون دولار أمريكي. ورفض سفير النيجر في واشنطن مامان صديقو التعليق على وحدة مكافحة الإرهاب، لكنه قال إن التدرب جزء حيوي من الاحتياجات وتزيد من جاهزية الجنود على مواجهة التحديات في المنطقة.
ويقول شيهان مسؤول برنامج القوات الخاصة السابقة، إن 12 عضوا من القوات الخاصة الأمريكية يمكنهم تدريب 50 شخصا في بداية البرنامج.
ودعا بيتر فام من مركز أفريقيا في المجلس الأطلنطي، الولايات المتحدة للتفكير بجدية قبل أن تستثمر في برامج مكافحة الإرهاب في إفريقيا، مشيرا لدروس مالي العام الماضي عندما انشقت وحدات خاصة دربتها أمريكا وانضمت للمتمردين الإسلاميين الذين سيطروا على شمال البلاد.