تتعرض أحياء عديدة في مدينة
حلب لقصف عنيف بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام السوري، ما أدى خلال 24 ساعة إلى مقتل العشرات من المدنيين، بينهم عدد كبير من
النساء والأطفال، وذلك بالتزامن مع بدء التصويت في السفارات
السورية في الانتخابات الرئاسية التي يقاطعها مؤيدو الثورة السورية.
ومنذ مساء الثلاثاء وحتى الأربعاء؛ قتل نحو 50 مدنيا في أحياء شرق حلب التي يسيطر عليها الثوار. وشوهدت جثث عديدة بينها لأطفال؛ بين الأنقاض، فيما عملت فرق الدفاع المدني بإمكانياتها البسيطة على إنقاذ الجرحى وإخراج الجثث من تحت الركام. وتقول مصادر حقوقية وطبية إن عدد كبيرا من الجرحى هم في حالة حرجة ويتوقع أن يفارقوا الحياة أيضا.
واستهدف
القصف الثلاثاء أحياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون، فيما استهدف القصف صباح الاربعاء حي المغاير وحي الميسر. كما تعرضت بلدات في ريف حلب للقصف، وبينها بلدات عندان وتل رفعت ومارع.
وفي مشهد بات يتكرر بعد قصف طائرات النظام السوري، هرع لإنقاذ ضحايا الهجوم ونقل جثث مشوهة بشدة من بين الأنقاض التي ملأت الشوارع. ومع غياب المعدات، ينهمك المسعفون والمواطنون بإزارة الأنقاض والحفر بأيديهم لإخراج المصابين والضحايا.
ويشن طيران النظام السوري منذ منتصف كانون الاول/ ديسمبر هجمات مكثفة على مناطق سيطرة الثوار في مدينة حلب وريفها ألقت خلالها نحو 2600 برميلا متفجرا، ما أدى الى مقتل قرابة 3 آلاف شخص من المدنيين بينهم نحو 40% من
الأطفال والنساء، ودفع آلاف العائلات الى النزوح.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أكدت في تقرير لها في نهاية نيسان/ أبريل أن نظام بشار الأسد يشن هجمات من دون تمييز لا سيما من خلال "
براميل متفجرة" يلقيها الطيران.
وأكدت المنظمة الحقوقية التي تتخذ من نيويورك مقرا، أنها وثقت إثباتات تتعلق بخمس وثمانين غارة جوية شنها النظام على أحياء يسيطر عليها الثوار في محافظة حلب منذ 22 شباط/ فبراير.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قد عبر الأسبوع الماضي عن دهشته إزاء استخدام القنابل بشكل عشوائي في مناطق سكنية حيث تستمر معاناة الأطفال ويسقط عدد كبير منهم قتلى.