اتهم نائب في البرلمان الأردني السفارة
السورية في عمّان، بالاستعانة بعمال وافدين من جنسيات عربية ومواطنين أردنيين، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأربعاء الماضي بالنسبة للسوريين المقيمين خارج البلاد.
ويتسق قول النائب الأردني مع ما كتبه أحد مراسلي وكالة رويترز باللغة الانكليزية على حسابه الشخصي على "تويتر"، حيث تحدث عن فوضى عارمة داخل السفارة في بيروت، مشيرا إلى أن أي شخص يستطيع الانتخاب دون تدقيق. وقال: "كان يمكنني فعل ذلك لو أردت".
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال عبد الله عبيدات النائب في البرلمان الأردني، إن السفارة السورية في عمّان استعانت بعمال من الوافدين العرب، لم يحدد جنسياتهم، وكذلك مواطنين أردنيين موالين للنظام السوري للمشاركة في التصويت على الانتخابات الرئاسية السورية التي احتضنتها الأربعاء.
وحدّد قانون الانتخابات العامة الجديد الصادر في آذار/ مارس 2014؛ مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج في 28 أيار/ مايو الجاري، ويوم الثلاثاء 3 حزيران/ يونيو المقبل للسوريين المقيمين داخل البلاد.
وأوضح عبيدات أن السفارة السورية دفعت مبالغ مالية للعمال الوافدين لقاء مشاركتهم في الاقتراع، في حين أن بعض المواطنين الأردنيين الموالين للنظام السوري قاموا بالتصويت طواعية أو لقاء أجر مادي، بحسب ما ذكر النائب.
ولفت عبيدات إلى أنه التقى عدداً من الوافدين العرب الذين شاركوا في عملية التصويت والذين أكدوا له، حسب قوله، أنهم كتبوا أسماء مطربين عرب وعبارات مختلفة على ورقة الاقتراع التي سلمت لهم، قبل وضعها في صندوق الانتخاب، في حين أن مواطنا أردنيا قال للنائب إنه وضع وحده 15 ورقة اقتراع في صندوق الانتخاب مع غياب الرقابة على الأمر، مشيرا إلى أنه "لم يكن الوحيد الذي قام بمثل هذا الفعل".
وأشار عبيدات إلى أن السفارة السورية في عمّان منعت وسائل الإعلام المختلفة والعديد من التحالفات والمنظمات المعنية بمراقبة الانتخابات، من الدخول لمبنى السفارة لمراقبة عملية الانتخاب داخلها، معتبراً أن ذلك حصل من أجل "تمرير التجاوزات" التي ذكر أمثلة عليها.
وحول سبب كل ذلك، قال عبيدات إن الهدف مما قامت به السفارة هو تصوير المشاركين في التصويت على أنهم جماهير حاشدة تتقاطر للإدلاء بأصواتها، وإضفاء الشرعية على ما وصفها بأنها "مسرحية غير مضحكة"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية السورية.
وعمد النظام السوري وبعض المجموعات والأحزاب المتحالفة معه في الأردن ولبنان إلى جمع حشود من السوريين وغيرهم أمام السفارات لإظهار أن هناك إقبالا على التصويت. وظهرت شكاوى عديدة من تهديدات تلقاها سوريون في لبنان من حزب الله وحلفائه إذا لم يشاركوا في التصويت. كما أنه جرى الضغط على السوريين عبر ربط منحهم جوازات السفر بالمشاركة في التصويت، علاوة على الضغط على الأهالي داخل سورية لإجبار أفراد عائلاتهم في الخارج على التصويت.
وأعلن النظام السوري أعدادا للمشاركين بالتصويت أثارت سخرية كبيرة. فعلى سبيل المثال تحدث عن نحو ربع مليون شخص شاركوا في التصويت في السفارة في بيروت، وهو ما دفع ناشطين لإجراء عمليات حسابية ليتضح أن ذلك يقتضي تصويت أكثر من 300 شخص في الدقيقة الواحدة بافتراض إبقاء السفارة مفتوحة ليوم كامل.
وكان السفير السوري بهجت سليمان المطرود مؤخرا من عمان؛ قد شن هجوما على النائب عبيدات مطلع العام الجاري، واستخدم ألفاظاً نابية ضده، على خلفية الكلمة التي ألقاها النائب في البرلمان ضمن مناقشات مشروع الموازنة العامة للسنة المالية 2014.
وتضمنت الكلمة التي ألقاها عبيدات أمام البرلمان انتقادات لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وقال إن الأخير "لن يحكم سوريا بعد اليوم لأنه قام بقتل شعبه".
وفضّت قوات الأمن الأردنية الأربعاء؛ اشتباكا بالأيدي نشب أمام السفارة السورية في عمان بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري، على خلفية الانتخابات الرئاسية التي تقيمها السفارة للمقيمين في الأردن.
وجاء التصويت في السفارة السورية في عمان بعد يومين من طرد بهجت سليمان.
وطلب الأردن الاثنين الماضي من سليمان؛ مغادرة أراضيه خلال 24 ساعة، بعد تحذيرات متكررة له من عدم تجاوز الأعراف الدبلوماسية، بحسب تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي.
بالمقابل، أبلغ النظام السوري مساء اليوم نفسه السفارة الأردنية في دمشق بمنع عودة القائم بالأعمال محمد أمين أبو جاموس، وقالت إنه "شخص غير مرغوب فيه".
في الوقت الذي قال فيه محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، تعليقا على طرد سليمان، إن خلاف عمّان مع دمشق هو خلاف على ما ارتكبه سليمان من تعديات صارخة، وليس خلافا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين أن الباقين دخلوا قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية وأعمال التجارة.
ويعد الأردن من أكثر الدول المجاورة لسورية استقبالا للاجئين السوريين، منذ اندلاع الأزمة في عام 2011.
وترفض المعارضة السورية وأطراف دولية وعربية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية في سوريا وتصفها بأنها "مهزلة"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة، في الوقت الذي يقول فيه النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، كل من عضو مجلس الشعب ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري. لكنه لا ينظر إلى المرشحين الأخيرين باعتبارهما منافسين حقيقيين.