انطلقت اليوم الانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري، وسط علامات استفهام كثيرة، وجدل حيال شرعيتها، في ظل الحرب الدائرة. وبعد تصميم النظام على إجرائها، وصفت المعارضة الانتخابات بأنها "انتخابات الدم"؛ فيما اعتبرتها الولايات المتحدة ودول غربية "مهزلة"، ورأت الأمم المتحدة أن العملية الإنتخابية ستحول دون التوصل إلى حل سياسي للأزمة المتصاعدة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وبلغة الأرقام، أوضحت بيانات وزارة داخلية النظام السوري، أن إجمالي عدد السوريين الذين يحق لهم الانتخاب، يبلغ 15 مليوناً و845 ألفاً و575 ناخباً، داخل سوريا وخارجها، لكن منظمات حقوقية تقول إن 6.5 مليون مواطن سوري نزحوا من مناطقهم، بينما يقدر عدد اللاجئين خارج البلاد بـ3.5 مليون نسمة، ما يعني أن نحو نصف الشعب السوري بات خارج مناطق عيشه وسكنه.
وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ إن 40% على الأقل من مجموع السوريين، داخل سوريا، يعيشون خارج مناطق سيطرة النظام، ولا سبيل لديهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
هذا، وأبلغت السلطات السورية؛ جميع الموظفين والعاملين في دوائر الدولة؛ وطلبة الجامعات؛ بضرورة تواجدهم يوم الانتخاب من أجل التصويت. وكانت السلطات السورية قد أغلقت المنافذ الحدودية السورية - اللبنانية لمدّة ثلاثة أيام، ثم أخبرت شركات النقل والسائقين، بأنها ستفتح المنافذ يوم الانتخابات، حيث وضعت صناديق انتخابية على المنافذ الحدودية في ظل تعزيزات أمنية مشددة، وكل مسافر عليه أن يدلي بصوته قبل السفر.
وكانت العاصمة السورية، "دمشق"، استقبلت يوم أمس الاثنين، وفودا وخبراء لمراقبة سير الانتخابات؛ حيث وصلها ممثلين من إيران وروسيا ولبنان وأوغندا وزيمبابوي وبوليفيا والفلبين وفنزويلا وطاجيكستان.
في سياق متصل، أعلنت إيران عبر مساعد وزير خارجيتها لشؤون العالم العربي وأفريقيا، "حسين أمير عبد اللهيان"، أنها سترسل فريقاً من مجلس الشورى للاشراف على الانتخابات الرئاسية في سوريا.
ومن مهازل الانتخابات وسخريتها، أن اللجنة العليا للانتخابات خصصت 64 مركزا انتخابيا في حي المزة 86، حيث استغرب سكان الحي، بالرغم من تأييدهم المطلق لرئيس النظام، وخاصة أبناء الطائفة «العلوية»، من هذا العدد الهائل من المراكز المخصصة للحي.
ومنذ مساء الأمس واليوم، أغلقت جميع مداخل الحي، اعتبارا من الساعة الثامنة، كما تم تبليغ جميع الموظفين وأصحاب السيارات الخاصة بمنع دخول أي سيارة إليه، بدءاً من الساعة السابعة صباحاً وحتى انتهاء التصويت.